كتب: الدكتور احمد الاحمد
بعد ان أفرغ آخر حاوية قمامة لهذا اليوم .جلس يدخن سيجارة كانت في جيب قميصة كيف دفعته الحياة الى هنا .عامل تنظيفات في حي كان معظم محدثي النعمة فيه من معارفه وزبائنه .اشعل السيجارة وبين اعمدة دخانها .عادت به الذاكرة الى عمله السابق قبل اصابته بالتفجير .واحتراق قسم من جسده واصابة احدى عينيه .كان متعهد حفلات .ابتسم وهو يتذكر المطربات الجديدات الخائفات ونظرات الشباب وهمسهم
.عندما كان ينزل من سيارته البيك اب .البيضاء السكودا ..احس بصوت البزق والطبل يدفع بالدم الى دماغه وتذكر طقم الحفلات .والعطورات .وانواع الدخان والقداحات .تذكر الممثلين الكمبارس او ممثلين الصف الثالث الذين يسهرون دائما ويسكرون دون ان يدفعوا.بحجة انهم في انتظار عمل مهم سوف يدفعهم نحو الشهرة وعندها لن ينسوه .تذكر اعضاء مجلس الشعب السابقون واعضاء المجالس المنحلة .
كان البيت الذي يديره.مكبا لاحلام هؤلاء .لم يكن وقتها مدركا لهذا الجزء من الوجود ..طبقة المحرومين المحتاجين .بعين الله .. اكثر ما ادهشه في عمله الحالي .قدرة هذه الاحياء الفقيرة على انتاج القمامة ..كلما ازداد الفقر ازدادت كمية الفضلات .بيوت ترمي قمامة اكثر من حجمها .اكوام من الفوارغ والاكياس والكرتون .واكثر ما كان يفرح .
عندما يرى رجلا او امراة يرمي كيس القمامة من البرندا .او يرمي كيس القمامة قرب الحاوية .يحس بانه يشبهه بشكل ما. نعم هؤلاء وامثالهم من يجب تقديرهم برأيه .نعم يجب ان يظهر وجه المجتمع الحقيقي .بلا زيف وبوضوح .وهؤلاء الاشخاص شكل من اشكال المجتمع العاري.نعم المجتمع البدائي الحيواني . ايقظه من حلم اليقظة لسعة النار على شفته من سيكارتة المنتهية .
هذه الاحياء الفقيرة تنتج انواع كثيرة من البشر وهو نوع رديء منهم.يحدث نفسه وهو يمشي خلف عربته بتثاقل .