كتب: الدكتور عيسى درويش
كنت في أيام ممارستي للوظيفة مديرا او وزيرا افكر في التخطيط المتوسط والبعيد وكنت أقول لزملائي ان المستقبل يخلق مشاكل علينا أن نفكر لمواجهتها قبل وقوعها ولذلك كنت استفيد من تخصصي في الاقتصاد والإدارة العليا ومن علم الإحصاء الشيء الكثير.. وعلى سبيل المثال أنتجنا في الشركة الخماسية التي عملت فيها مديرا عاما من 1969وحتي صيف 1976 عندما عينت وزيرا للنفط وأنتجنا لأول مرة القطن الطبي والشاش الطبي.. وخيم الميدان و خيم السيارات وطورنا استعمال الصوف السوري بعد خلطه في صوف مستوردلاول مرة وأنتجنا خيوط السجاد السوري الآلي واليدوي ووفرنا ملايين الدولارات..
في وزارة النفط نفذنا مصفاة بانياس ومتابعتها من البناء الى تشغيلها بحضور المرحوم الرئيس حافظ الأسد وبحضور الرئيس الروماني شاوشيسكو.. وأذكر أني سعيت لتعديل العقد وجعل المصفاة تعتمد على النفط السوري الثقيل بنسبة 50 بالمئة بدلا من 20 وذلك لتوفير سعر النفط الخفيف المستورد ووفرنا ملايين الدولارات..
والأمر الثاني إنشأنا مصنعا لتسييل الغاز المرافق للنفط في حقل الجبسة في الحسكة.. الذي كان يحرق بالهواء ونفذته شركة فرنسية بقرض فرنسي لمدة 5سنوات ووفرنا ملايين الدولارات من إستيراد غاز الطبخ بعد إنتاجه محليا..والامور الأخرى كثيرة وانا لا أقول ذلك من باب الدعاية لنفسي فأنا أعيش في قريتي منذ عشرة سنوات اقرأ واكتب وللمهتمين أقول ارجعوا الى وثائق وزارة النفط بين عام 1976 و1980..
وما قمنا به في الفوسفات والرخام والمياه الجوفية والثروات المعدنية..الخ.. لزوم ما لا يلزم سؤال اساله لماذا لم نفكر بإنشاء مصفاة ثالثة تقيمها دولة صديقة مثل الصين او روسيابشرط تحملها نفقات التأسيس وتأمين النفط الخام لها وبيع المنتج في السوق المحلي او التصدير لعدة سنوات ثم تعود ملكيتهاللدولة او تأجيرها بعد ذلك..
لزوم ما لا يلزم هل في نيتها الحديث مع الاصدقاء لإقامة مشاريع تجنبنا الحصار وتعطينا قوة الصمود والانتصار في معركتنا العادلة مع قوى الاستكبار العالمي..نصر الله سورية وأعان شعبها والخلود للشهداء الأبرار..