كتب: مجد عبيسي
هل أداء وزارة الصحة هو انعكاس لواقع القطاع الصحي الذي كشف ترهله واستهتاره عند أول أزمة عنته بشكل مباشر؟!، أم أن القطاع الصحي /معامل، مستودعات، صيادلة، مشافي، عيادات،../ أصبح ما أصبح عليه بسبب ترهل وزارة الصحة وهشاشة المتابعة والمحاسبة.. وقبلها التنظيم؟! كما كنا نطلق مصطلح "تجار الدم" على من يمس لقمة عيش المواطن، اليوم كشفت الأزمة أن تجار الدم الفعليون يختبؤون في القطاع الطبي، مجردين من الرحمة أو الإنسانية، إلا من رحم ربي. فلعل تجرؤ طبيب اليوم على تقاضي كشفية 15 ألف ليرة من مرضى يريدون قطع الشك باليقين، تعد جريمة، والدافع هو فقط خبرة طفيفة بالكشف عن كوفيد 19، ووزارة لا تتابع ما يحدث على الأرض، هل سمعتم بطبيب نظم بحقه ضبط مخالفة تسعيرة؟!... أم نتصل لذلك بالتموين مثلاً ؟!
أخشى أن تكون هذه من صلاحيات التموين ونحن لا ندري !! من جانب آخر، جميع الأدوية ذات الصلة بمعالجة كوفيد 19 أو رفع المناعة، فقدت من الأسواق!!.. لماذا؟! لن نقبل بالتبرير أنه ازداد الطلب عليها لتختفي تماماً من جميع الصيادلة واًصبحت لها سوق سوداء كبعض الوجوه، الأمر يعزى لترهل في محاسبة المستودعات والمعامل التي أصبحت سيوفاً على رقاب العباد عندما صارت قبلة الحاجة إليها !! أي وزارة صحة في العالم تحترم مهامها، وكان لديها فرصة طويلة قبل تفشي الوباء لديها، عدت العدة لهذا القادم الغريب، ولكن استمرقت الحكومة -وضمنها وزارة الصحة- سياسات الاندهاش، والتفاجؤ بالواقع الذي يشير له الشعب والإعلام والمحللين بالبنان قبل وصوله بدهور طويلة، ولكن هناك ما يشغل الحضرات عن النظر إلى البنان.. ولا أعلم ما هو !!
فقدت الأدوية، وارتفعت المعاينات الطبية، وارتفعت أسعار الكمامات، واليوم فقد الأكسجين وباتت له سوق سوداء تتحكم بحيوات المرضى، بأسطوانة كان ثمنها 60 ألف ليرة، تباع اليوم ب 200 ألف ليرة، وغير متوافرة..
أين اختفى الأكسجين؟!! وأكرر.. هل نتصل بالتموين؟! ماذا حل بالموافقات على تصنيع المنفسة سورية الصنع؟!.. لماذا لم تصدر إلى الآن، أ لسنا بأمس الحاجة لها؟! لماذا تم توقيف آلة تصنيع الكمامات السريعة (300 كمامة في الدقيقة) في شركة الدبس؟!
لماذا سمحتم بتصدير الكمامات حتى ارتفعت أسعارها، علماً أنها للاستهلاك اليومي؟! لماذا القطاع العام ميت عن الانتاج.. وحتى عن التشاركية، ولماذا تعثير أعمال القطاع الخاص في أوقات حساسة ومفصلية !! قضايا محورية لا تحتمل الانتظار، ترعاها سياسات "التريث" الحكومية التي باتت منبوذة، وفرعون "تاجر الدم" تفرعن حين لم يجد من يرده.. ودمتم سالمين.