رصد- سيريانديز
انفجار بيروت وما خلفه من اضرار مادية كبيرة وتضرر للمنازل المجاورة وسط المدينة وحصد الارواح والجرحى، يعيد بنا في سيريانديز لاستذكار ما طالب به الاستاذ الدكتورأحمد عبود، مؤكدا ضرورة وجود المرافئ في اماكن خارج المدن لما لذلك من فوائد اقتصادية.
عبود أكد أن كورنيش اللاذقية وكورنيش طرطوس خلقهما الله لكي يستثمران في السياحة وليس لتمرير البضائع مقترحاً أن يتحول المرفئين إلى مرفئين سياحيين، وتتحول ساحاتهما إلى منتجعات سياحة حرة (بشكل شبيه بالمناطق الحرة ) بحيث يستطيع السائح من أي بلد في العالم الاستجمام في هذا المنتجع دون فيزا تخوله الدخول إلى الأراضي السورية.
وإذا أراد الدخول إلى سورية تمنح له الفيزا على باب المرفأ مباشرة من قبل مفرزة الأمن العام متواجدة هناك باعتبار كل مرفأ بوابة حدودية .
أما عن طريقة تمرير البضائع إلى داخل القطر أو إلى الدول المجاورة عن طريق الترانزيت دعا عبود إلى استثمار نهر السن الذي يشكل الحدود بين محافظتي اللاذقية وطرطوس ويقع في منتصف المسافة بين المدينتين , ممتداً بطول حوالي 6كم، وبتشذيب مجرى النهر عمقاً وعرضاً , وإنشاء أرصفة متدرجة الغاطس على طول النهر نكون قد حصلنا على مرفأ يفوق بطاقته التمريرية مجموع مرفئي اللاذقية وطرطوس .
بذلك يتم توفير كلفة إنشاء مكسر الأمواج لأي مرفأ آخر تنوي الحكومة إنشاءه على الشاطئ السوري ، وهذا التوفير كاف لإنشاء المرفأ بكامله تقريباً ،المرفأ الجديد مربوط تلقائياً مع الأوتوستراد ومع شبكة السكك الحديدية .
إضافة إلى أن موقع المرفأ على مفرق طرق طرطوس حمص من ناحية , واللاذقية حلب من ناحية ثانية , وطريق عين الشرقية حماة من ناحية ثالثة، أي أنه يمكن من تسريب البضائع على ثلاثة محاور منفصلة تماماً وغير متقاطعة مع بعضها .
وبذلك تبقى شواطئنا نظيفة من أجل الاستثمار السياحي وتقام جميع منشآت المرفأ في المنطقة المسماة سدير النهر, أي المنطقة التي يشغلها النهر حالياً في الشتاء وتكون جافة صيفاً ، وبعد تشذيب النهر يمكن استثمار هذه المنطقة كساحات ومنشآت خدمية للمرفأ، أي أننا لن نخسر متراً مربعاً واحداً صالحاً للزراعة .
مستشهداً بما حدث معه في مرفأ طرطوس إذ نشأت مشكلة عويصة هي ازدحام الشاحنات على جميع مداخل طرطوس داخلة أو خارجة من المرفأ، أو من المنطقة الحرة .
وكان عبود حينها المدير المسؤول عن حل هذه المشكلة فوضع دراسة لإنشاء مدخل ومخرج خاص بالمرفأ يمر من منطقة خلفية مقتولة لا يمكن الاستفادة منها إلا لهذه الغاية , ويربط هذا المدخل المرفأ مباشرة مع الأوتوستراد ولا يتقاطع مع أي طريق آخر , ويمكن استثماره نفسه كساحة انتظار الشاحنات وكمركز لتوزيع القبانات الإلكترونية اللازمة لوزن السيارات الداخلة والخارجة , بحيث تكون قريبة من بعضها , ويمكن ربطها الكترونياً مع بعضها . ورفعت الدراسة إلى هيئة تخطيط الدولة بالطريق الرسمي وعادت الدراسة مع عدم الموافقة, بحجة أن ليس لهذا المشروع جدوى اقتصادية .
وقد التقى بالصدفة مجموعة من الخبراء الروس الذين جاؤوا ليقدموا عرضاً من أجل دراسة توسيع مرفأ اللاذقية لكي يصبح قادراً على تمرير ثلاثة ملايين حاوية سنوياً ،وقال لهم حينها أن البحر واسع ويمكن توسيع المرفأ ليصبح قادراً على استقبال عشرات الملايين من الحاويات سنوياً . ولكن بحساب بسيط نستنتج أن ثلاثة ملايين حاوية سنوياً تعني حوالي ست حاويات بالدقيقة إذا عمل المرفأ بكامل طاقته على مدى 24ساعة بدون عطل ولا أعياد ولا استراحة ولا أعطال ولا انتكاسات ولا معوقات في العمل . وإذا فتحت أبواب المرفأ الأربعة فهل هي قادرة على تمرير ست شاحنات محملة وست أخرى فارغة في الدقيقة ؟ .