كتب وسيم قطان
ليس للوطنية والانتماء "بازار"، ولا يمكن إقحام مفردات من قبيل الصفقة ربحاً كانت أم خسارة، في هذا المفهوم الذي يرتقي إلى مرتبة القدسيّة في أدبياتنا نحن السوريين عشّاق تراب هذا الوطن.. حبّة حبّة.
إلّا أن لوزارة " خزانة الحقد" الأميركية حساباتها الغريزيّة، التي تتقفّى آثار المال والأعمال – كما الذئاب وجاذبية الدماء – في قوام أي دولة من طراز " الدولة الوطنيّة بمفهومها الراقي"، خصوصاً إن كانت دولة كسورية العصيّة على الهزيمة بالدليل والبرهان، ومتوالية قرائن الصمود التي امتدت على مساحة عشر سنوات، كان عنوانها .. ثبات شعب بطيفه الواسع..وتضحية جيش.. وحكمة قائد..
فاليوم تم إدراجنا بصفتنا الشخصيّة والاعتبارية في لائحة ما يسمى " عقوبات أميركية" بحق الدولة السورية – وهي ثالث قائمة تمنحنا هذا "الوسام الوطني" بعد القائمة البريطانية والأخرى الأوروبيّة – لكن كم هو هائل حجم دهشتنا الذي لا نملك إلّا أن نبوح به وبصوت عالٍ، من سذاجة وحماقة أولئك الذين لم يكتشفوا أن عقوباتهم لم تزدنا إلّا إصراراً في الحسابات الوطنيّة، ولم تزدنا إلّا توسيعاً مضطرداً لأعمالنا دعماً لاقتصاد وطننا ويستطيع أي متابع عن قرب أو بعد قراءة الرسالة التي رغبنا بإيصالها إلى ما وراء البحار، رسالة انتماء وطني غير قابل للمساومة، اخترنا صياغتها بلغة المال والأعمال، ولم يستوعبها رعاة البقر ولا " حدائقهم ومراعيهم الخلفيّة" في القارّة العجوز.
كم هو عميق شعورنا اليوم بالسعادة ونحن نتلقّى الحزمة الثالثة من الأوسمة، في الترجمة الوطنية للمفهوم الغربي والأميركي لمصطلح العقوبات..أوسمة نتقاسمها مع مؤسسة كبرى فاعلة في قوام جيشنا البطل، و اسم هو نفحة عبقة من نفحات الشجاعة والحكمة، له ما له من دلالات نفخر بها وبه.
ختاماً..وبكل صدق، كنت أعدّ بضع كلمات معايدة لأحبائي وأهلي وبلدي وقائدي المفدّى، بمناسبة عيد الأضحى المبارك..وكنت أتوجّس من أن تكون كلمات تقليديّة من وحي القوالب الجاهزة والبروتوكول الاجتماعي..
إلّا أن للمعايدة على إيقاع عقوبات الأميركي في أعرافنا نحن السوريين، له وقع خاص وطعم فريد ألذّ بكثيـيـيـير كثير من لذّة أي ربح أو صفقة أو تجارة ناشطة.
كلّ عام ونحن صامدون ومنتصرون ..كل عام وشعبنا وجيشنا بخير ..كل عام وقائدنا رمز سيادتنا وعزتنا بألف خير.
وسيم قطان رئيس غرفة تجارة ريف دمشق