كتب د خليل جواد
هل فكرت وأنت تشتري جوال سامسونغ جلكسي أو أيفون كم يحتاج هذا التلفون من الثروات الطبيعية ؟ ستجده لا يكلف سوى النزر اليسير جداً من الثروات الطبيعية !! غرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك ولكنك تشتريه بسعر تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز ... والسبب أنه يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية ... !!!؟؟؟
هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب ثروات طبيعية ؟ وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك؟ هل تعلم أن أرباح شركة مثل سامسونغ في عام واحد 327 مليار دولار ؟ نحن نحتاج لمائة سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي ...!!؟؟؟
كل الشعوب استثمرت في الثروة البشرية العقلية إلا العرب فقد تمسكوا بحكومات غبية جاهلة وضعيفة وفاشلة كل انجازاتها التمسك بما يضعف العرب من خلافات ومشاكل وازمات واستبداد وفساد وتجهيل حتى وصل الحال الى اعادة احتلالنا من قبل الاستعمار القديم والجديد ...
كل جيراننا بنوا قوتهم البشرية والعلمية وبدأوا يقضمون من سيادتنا واراضينا وثرواتنا ونحن مازلنا في ضعفنا وكل حكومة تحاول ان تجد من يحميها ... تضطر عقولنا ان تهاجر الى كل اصقاع الأرض هرباً من مجتمعات العقل فيها محتقر ومهمل وذليل ومتهم وملاحق والجميع منهمك في الفشل والفساد ... كيف تستثمر العقول في أي بلد وأهله مشحونين بالحقد والعنصرية والمناطقية والجهل والفساد والحروب الأهلية ...
أنظر إلى حالنا ووضعنا جميعا : حالة مزرية من الفشل والتأخر عن كل شيء وعن كل بلدان العالم والسبب أن الحكومات الفاشلة تنشر التخلف حتى اصبح الإنسان فيها مشبع بالأحقاد الطائفية ومحمل بالصراعات التي لاتنتهي في الوقت الذي أصبح الإنسان بحد ذاته في كل مكان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً ... ويبقي الأغبياء يسألونك : هل أنت شيعي أم سني ؟ .. هل أنت عراقي أم سوري ؟ .. هل أنت متدين أم علماني ؟ ..
هل سلعتك من صنع ايران أم تركيا ؟ ... هل امرأتك محجبة أم غير محجبة ؟ .. هل تطلق لحيتك أم تحلقها ؟ ...
في عالمنا اليوم فقط الأغبياء يسألونك عن دينك ومذهبك أو من أي قطر أو قبيلة أنت !!
الهند ...الصين .. امريكا .. الصين .. جنوب افريقيا .. تقدمت لأن الانسان فيها لا يسأل هذه الأسئلة الغبية ... اتحدت شعوبها في دولة واحدة كبيرة وقوية وتبنت الاستثمار في العقل والثروة البشرية ...
ونحن لا خلاص لنا سوى في سيادة العقل وإلا سيهاجر الى البلاد البعيدة ويترك مصيرنا ليتحكم فيه الجهلة والفاشلين والفاسدين ومن لف لفهم ...