كتب طارق عجيب
《الردح .. اللطميات .. التهافت لكتابة منشور مليء بالإهانات والشتائم والتوصيفات والتشابيه "الحربوءة" .. شلف التهم والمسؤوليات .. التشقيع على الفيس بوك و منصات التواصل الأخرى .. التنمر على "النظام وجماعته الذين انغلب على أمرهم أخيراً" .. الهرطقة التي ترضي الممولين ..》.
كل "المهارات" المذكورة أعلاه، لا تُوقِف نزيف .. لا تجبر مكسور .. لا تمنع من جوع .. لا تشفي من مرض .. لا تُنقذ من موت أو مصير أسود .. لا تُحصِّن من كوارث .. لا تُعيد حقوق .. لا ترد معتدٍ .. ولا تمنع غاصب ..
هذه "المهارات"، للأسف، أصبحت لسان وقلم وفكر وسلاح الغالبية الساحقة من مثقفي ومنظري وإعلاميي وناشطي وكتَّآب ونُخَب "الثورة" السورية ورموز "المعارضة"، كما أصبحت الخط التحريري والفكري لمؤسساتها الإعلامية ومراكز بحثها ..
هذه الغالبية الساحقة، أعجز من أن تقدم تشخيصاً حقيقياً وكاملاً للأزمة .. أو فكرة مفيدة .. مبادرة جادة .. حلاً ناجعاً .. أو اقتراحاً نافعاً، وأعجز من أن تخرج عن مجموعة العبارات والمصطلحات والجُمَل والمفردات والتصورات والتوجهات والحملات والخطوط الحمر التي تعممها منظومة استهداف سورية
حتى وإن كنتَ روائياً .. شاعراً .. إعلامياً .. مثقفاً .. باحثاً .. مفكراً .. ناشطاً .. أو تحمل شهادة دكتوراه في اختصاصٍ ما .. أو مُنحتَ جائزة من جهةٍ ما لسببٍ ما !! .. أو موهوباً في جانبٍ ما (رسم .. موسيقى .. نحت ..... ) أو فاعلاً في مؤسسة أوروبية أو أممية .. أو حصلت على جنسية (كلاس) وأصبحت موظفاً في "جهاتها المختصة" التي تستهدف سوريا .. أو .. أو .. أو .. هذا لا يعني إطلاقاً انك حتماً ستكون شخصاً غير جاهلٍ بحقيقة ما يجري .. أو انك نزيه .. أو غير مؤدلج .. أو غير مرتبط .. أو غير مرتزق .. ولا يضمن بشكل قطعي انك صاحب ضمير حي .. أو أخلاق حميدة .. أو قِيَم ومُثُل عُليا .. وإن كان هنالك من يمتلك هذه الصفات من المعارضين وهذا هو الطبيعي ..
على المستوى الشخصي نعرفُ الكثيرين من هذه الغالبية، الكثيرين جداً، ونعرف ان هؤلاء الكثيرين "يتمتعون" بمواصفاتٍ هي حتماً لا تؤهلهم ليكونوا أكثر من ردٌاحين .. لطَّامين .. حشّاشين .. أبواق .. وشقِّيعة فيس بوك ولايكات وخلافه ..
"قيصر"، هو نصل إضافي في جسد الدولة السورية التي يقول لسان حالها : تكسرتِ النِّصالُ على النِّصالِ ..
الدولة السورية ستبقى وتتعافى من سمومِ النِّصال الداخلية والخارجية .. هذا طبيعي وحتمي .. هذه سيرورة الحق والمنطق والإيمان بالدولة والإرث الحضاري والإنساني لها ..