رصد - سيريانديز
تناقلت وسائل الإعلام خبر إحراق محتجين مناهضين للحكومة في طرابلس شمال لبنان، شاحنات تحمل مواد غذائية متجهة إلى سورية ليلة الأحد، بزعمهم أنها مهربة، وهو ما نفته السلطات اللبنانية.
القضية أثارت جدلا في لبنان، في ظل الاحتجاجات المنددة بغلاء المعيشة وانهيار الليرة اللبنانية، وقد أوضحت المديرية العامة للجمارك في لبنان، أن "هذه الشاحنات كانت تنقل مساعدات من مادة السكر وغيرها لصالح الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من ضمن برامج الأمم المتحدة الغذائي، ووردت إلى مرفأ بيروت برسم الترانزيت الدولي إلى سورية، وتنقل عبر الأراضي اللبنانية بواسطة شركة نقل مرخصة، علما أن هذا الامر يتم علنا وبشكل أسبوعي منذ بدأت الأحداث في سورية".
وأشارت المديرية في بيان إلى أن هناك بعض الصهاريج السورية التي دخلت إلى لبنان بشكل نظامي متوجهة إلى مرفأ بيروت، وذلك بقصد نقل كمية من الزيوت النباتية الواردة أصلا برسم الدولة السورية، لذلك اقتضى التوضيح منعاً لتضليل الرأي العام.
الأمر الذي لم يفهمه رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري على ما يبدو، وصرح بكلام لا ينم عن شخصية سياسية، وإنما عن فكر رجل عصابات يأخذ حقه بيده، حيث قال بتغريدة على تويتر "غير موفقة على الإطلاق":
"من حق أي مواطن يعاني الغلاء وفقدان المواد الغذائية أن يرى في رتل شاحنات المساعدات المتوجهة إلى سورية حلقة في مسلسل التهريب في ظل الحدود السائبة".
ونحن بدورنا نقول تعقيباً:
أولاً، الحدود ليست سائبة، على الأقل من الجانب اللبناني، والدليل المصادرات التي صرح بها الإعلام اللبناني منذ فترة "البيض والبندورة والبطاطا.. إلخ".
ثانياً، تبرير الحريري غير مقبول وغير منطقي، حيث أن رد فعل مواطن يعاني الغلاء وفقدان المواد الغذائية هو سلب ونهب هذه الشاحنات، وليس حرقها وتدميرها!
ثالثاً: تغريدة الحريري تشير إلى اتهام واحد، وهو أن العملية ليست مجرد محتجين مناهضين للحكومة، وإلا لما تحرك وغرد، بل هي تخريب واضح ومخطط وبفعل فاعل، وغرد الحريري ليشغل الرأي العام عن أصابع الاتهام التي سلطها عليه بذكائه دون أن يدري!