كتب وسيم قطان قيل قديما: عندما يتعاون الأخوة معا تتحول الجبال إلى ذهب..فلا معجزات عندما تتوفر إرادة العمل والتكافل خصوصا في وجه القضايا ذات البعد المصيري والحساس.. فحتى وقت قريب جدا ..كانت القناعات أن إعادة ضبط سعر صرف الدولار في السوق السورية..مهمة باتت في نسق المعجزات..لكن الضبط حصل وانصاعت عملة بلاد العم سام بل تقهقرت بصورة دراماتيكية..كانت مثار متابعة صامتة من قبل كل تفرغ لتحريك نيران الأزمة الاقتصادية التي اشعلوا شرارتها من الخارج..واستعدوا لتحريك اللهب في الداخل..فكان انتصار نقدي اقتصادي سوري كامتداد للانتصارات العسكرية والسياسية..أي صدمناهم بدلا من أن يصدمونا.. دولارهم في أسواقنا تراجع إلى حدود عتبة الألفي ليرة..فيما كانوا يروجون للخمسة ألاف .. وكلمة السر كانت ..المشاركة والتعاون ..التعاون الذي ظهرت فيه بصمة رجال الأعمال التجار والوسط التجاري عموما..الذي تفاعلت فيه وبه إرادة العمل الوطني والتكاتف مع قوى رسمية وأهلية فاعلة ..فكانت "التجربة السورية" في إدارة أزمة الليرة..بالفعل تجربة سورية مختلفة لأنها نجحت حين وحيث فشل الجميع..لأن ارتفاع الدولار بات ظاهرة عالمية وإقليمية أرقت كل دول المنطقة التي فشلت في كبح جماحه..إلا سورية فقد كسرت "فوبيا العملة الخضراء" وانتصرت لاقتصادها وشعبها بهمة رجال اقتصادها و همم شعبها.. فلا خوف على سورية طالما فيها رجال أعمال وطنيين..وتجار أوفياء لنبض الانتماء الوطني..