لم تعد قضية نقد وسعر صرف ومواجهة بين ليرة ودولار..بل قضية مصير اقتصاد ومواطن أي مصير بلد..والسؤال الملح إلى أين نحن ذاهبون..أو إلى أين سيأخذنا العابثون والمتسببون بتأزيم ليرتنا واقتصادنا؟؟
هل هو الوقت المناسب لإطلاق العنان لنزعات المضاربة وجني الأرباح والمتاجرة بمصير اقتصاد بلد كابد وصمد تسع سنوات حرب ضد اعتى موجات الإرهاب التي شهدها العصر الحديث..ويحتاج اليوم إلى جهد كل من هو قادر على بذل جهد بناء..؟؟
ماذا يختلف من يسهم بتقويض ليرة بلده واقتصادها عن الارهابي الذي خرب ودمر وبعثر بنيان استغرق عقود وعقود من العمل المضني ؟؟
هل نساعد التركي الذي استمات لاسقاط سورية وأشرع أبوابه لقطعان المخربين ودفع بهم نحوها..لكنه فشل..ليتحول إلى خيار تقويض الاقتصاد واستنزاف خيرات هذا الباد وموارده وعلى رأسها الموجودات من العملات الصعبة التي يعمل حاليا على شفطها وتجفيف بلادنا منها..؟؟
هل من الحكمة والتعقل والوطنية الاستجابة لمساعي تجفيف الاقتصاد السوري من العملة الصعبة..التي نعلم ويعلم كل مضارب بأنها تدار من بلدان الجوار لغايات اقتصادية والاخطر الغايات السياسية؟؟
إن استمر عبث العابثين فهذا يعني أنهم شركاء في الانهيار واسبابه..ولانظن أن مزاعم جهل هذه الحقيقة تبدو مقبولة اليوم لان الجميع على دراية تامة بما يفعل..اي مايجري هو عن سابق إصرار وقرار..اعذرونا فلا يمكننا استحضار فهم آخر للمجريات القاهرة الراهنة..
على الأرجح لسنا بحاجة إلى نداء وإعلان نفير اقتصادي وطني..بل هو معلن بحكم الظرف الذي نعيشه من العام ٢٠١١.
لكن إن كان ولابد فسنذكر بحادثة جرت منذ بضع سنوات في الصين البلد صاحب الاقتصاد العملاق..واستحقاقات الانفاق الهائل لتأمين استهلاك البلاد من السكر..حينها وجهت السلطات هناك نداء إلى الشعب يتعلق بخيارين إما الانهيار الاقتصادي أو مقاطعة السكر..
الشعب الصيني اختار الانتصار لاقتصاده وبادر إلى مقاطعة السكر لإنقاذ بلده..
انتهت الأزمة وتعافى الاقتصاد الصيني..لكن الشعب بقي حتى هذا اليوم مقاطعا للسكر وغدت المقاطعة ثقافة..
هل يبدو الشعب الصيني أكثر انتماء لبلده من انتمائنا نحن السوريين لبلدنا..ونحن نواجه الدولار و نكافح لأجل اقتصادنا ؟؟
لم نكن لنظن انه سيأتي يوم ونضطر لإطلاق مثل هذا السؤال القاهر بكل معنى الكلمة..لكن ها نحن نتساءل من شدة الأسف..
نحن اليوم بأمس الحاجة لمواقف عز ..مواقف لا تكلف إلا قليلا من الاحساس بالخطر الداهم الذي يذهب إليه العابثون بإرادتهم ويأخذون البلد معهم عنوة إلى هاوية محققة..؟؟
سورية تستحق التضحية ..فقد اعطتنا الكثير الكثير واليوم جاء دورنا لرد قليل من الجميل ومهما فعلنا لن نوفي الدين...