سيريانديز – آية قحف
في اجتماع لجنة الخدمات في مجلس الشعب برئاسة النائب صفوان قربي أمس ، مع وزير النقل المهندس علي حمود وأركان وزارته ، لوحظ تهرب وتجنب من قبل الوزير للابتعاد عن الإجابة عن كثير من الأسئلة التي بدت محرجة له .
ولعل الطابع العام الذي غلب على حديثه أوصل إلى عقول أعضاء اللجنة أنه وزير قطاع عام ، إذ لم يعر موضوع كونه وزير نقل الجمهورية العربية السورية لكل القطاعات أية أهمية ، وبدا أنه مستميت للدفاع عن مصالح القطاع العام وخصوصاً شركة الخطوط الجوية السورية ، لذلك عندما أصر أعضاء اللجنة وخاصة رئيسها في الاجتماع على وجود نوع من التشاركية مع شركات القطاع الخاص التي حملت الكثير من الأعباء لأنها شركات وطنية بكوادرها ورؤوس أموالها ، وأنه يجب السماح لها بتلبية الطلب الكبير المتزايد على عودة السوريين العالقيين في الخارج لا سيما الخطوط التي لا تستطيع السورية للطيران الوصول إليها ، هنا لم يجد الوزير ما يجيب به على أسئلتهم ومقترحاتهم .
وفي خضم الاجتماع المحرج لوزير النقل وأركان وزارته ، رئيس اللجنة الدكتور قربي بدا متوازناً وتحدث بنفس وطني يراعي مصلحة الدولة و المستثمرين الوطنيين ، والأهم مصلحة المواطن السوري الذي له فرصة الحصول على الخدمة الافضل والسعر المناسب من خلال وجود المنافسة في السوق ، إضافة لنقل العالقين بوتيرة أسرع مما تستطيع مؤسسة الطيران السورية القيام به حاليا .
وفي التفاصيل ، بين الدكتور قربي في تصريح لوسائل الإعلام ، أن هناك شكاوى حول أسعار تذاكر نقل السوريين عبر الشركة السورية للطيران بأنها أكثر مما يجب بكثير، مطالباً أن تكون قيمة تذاكر نقل السوريين عبر “الشركة السورية للطيران” منطقية، وأخفض من الأسعار الحالية، كما تم تخفيض قيمتها للطلاب .
وأضاف قربي أنه رغم تقديره لوجود خسائر ومتاعب مالية لشركات الطيران، وممكن أن تكون هذه فرصة لترميم خسائرها .
وعلى هامش اجتماع اللجنة اليوم، نوه قربي: “ نريد عودة آمنة وكريمة تراعي كل متطلبات السرعة والراحة للسوريين العالقين في بلاد المغترب " ، إذ يجب التعامل مع الركاب في هذه الحالة كحالة إنسانية وليس كأي راكب، مشيراً إلى أن هذا الملف واسع وممكن أن يتطور أكثر وخصوصاً أننا أمام عودة لأعداد ربما تصل إلى ٢٠ ألفا، والمسجلين حاليا حوالي ١٠ آلاف، إلا أن الرقم قابل للتوسع .
قربي شدد على ضرورة التشاركية والتكامل بين القطاع العام والخاص وهما شركتي “السورية للطيران” التي تمثل القطاع العام، و”أجنحة الشام” الخاصة، وخصوصا في ظل وجود عقوبات قسرية تطال “السورية للطيران” تمنعها من الوصول إلى مطارات بعض الدول الغربية وغيرها .
وأوضح قربي أنه يمكن المناورة بأن تكون شركة أجنحة الشام الخاصة البديل لترميم هذه الثغرة، وبالتالي لابد من ذهنية أكثر تعاونا وانفتاحا ووعيا وطنيا لتمر هذه المرحلة بخير وسلام، مع كسب ليس عودة السوريين فقط بل عواطفهم وقلوبهم واحترامهم، وذلك بأن تكون عودتهم مريحة وسعيدة إلى وطنهم الأم سورية”.