سيريانديز – آية قحف
في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة في سبيل الوقاية من فيروس كورونا المستجد ، لاحظنا جشع بعض التجار الذين استغلوا الطلب المتزايد على المعقمات والمنظفات ، فبدؤوا برفع أسعارها أو احتكارها لطلب السعر الملائم لهم ، وهذه تصرفات مثيرة للاستغراب من قبل بعض أبناء البلد الذين لم يعطوا اعتباراً لكل ما يحصل وبقي هدفهم الربح والمنفعة ، وبالمقابل المواد التي ارتفعت أسعارها في سورية ، انخفض سعرها في دول أخرى بشكل كبير إن لم توزع مجاناً .
ولكني بقيت مؤمنة بأن هناك أناس قلبهم على البلاد وأهلها ، متحلين بالمسؤولية الاجتماعية تجاه ما يحصل حالياً ، فانطلقوا بمبارداتهم الفردية وكانوا رديفاً وساعداً للحكومة في التوعية والتثقيف وتوزيع المعقمات على المواطنين .
والبداية مع الصناعي عاطف طيفور الذي بين لسيريانديز بأن حملتهم انطلقت تحت شعار / شوية وعي / ، وبدأت بشكل عفوي عندما سمع سائق تكسي يقول بأنه لم يتمكن من شراء الكمامة لارتفاع سعرها إذ وصل لألف ليرة سورية ، لينطلق وفريقه فوراً ويأخذوا أدوارهم ، وانطلقوا بمبادرتهم ، فالتوزيع للكمامات والمعقمات في أول يوم للمباردة استهدف الساحات والحواجز والتكاسي ، مضيفاً بأنهم تمكنوا في اليوم الثاني من الحملة من تأمين كميات أكبر من المواد وتوجهوا لصالات السورية للتجارة والساحات العامة ووسائل النقل والأفران .
وتابع طيفور بأنهم عندما توجهوا للأفران كان المنظر مريباً من شدة الازدحام ، فقام فريقهم بتنظيم الدور وتوزيع الكمامات على المواطنين ، في حين كانت الجهات المسؤولة الحكومية غير آبهة بخطورة تلك التجمعات ، مشدداً بأن هدفهم الأكبر بالإضافة للتوعية هو توفير المواد المحتكرة وتحميس الصناعيين والتجار لإقامة مبادرات مشابهة ، آملا بتحويل هذه الحملات من حملات فردية إلى حملات جماعية .
وخاطب طيفور التجار والصناعيين قائلاً لهم " إذا مابدكم تقدموا مصاري أو تقدموا المواد بالمجان .. خفضوا سعرها " ، داعياً التوجه نحو استيراد المادة الأولية لصناعة الكمامات التي لم تستورد حتى اليوم ، مع توجيهه رسالة لأصحاب رؤوس الأموال بالابتعاد في الوقت الحالي عن الأبراج والفنادق المطاعم والتوجه نحو المجال الصناعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاج المواد .
واستنكر طيفور الإجراء المتخذ لإنتاج الكمامات في شركة وسيم ، التي تعمل 3 ورديات يومياً ولا تنتج سوى 20 ألف كمامة لتعداد 23 مليون مواطن ، بالمقابل منطقة القابون الصناعية التي تضم حوالي 750 مصنع ، 400 منهم صناعات نسيجية تتوقف عن العمل لتجميل مدخل دمشق ، لافتاً إلى أنهم لو تركوا الصناعي يعمل لكان رديفاً للدولة في زيادة عجلة الإنتاج في الوقت الحالي .
من جهة أخرى ، أكد مدير مشروع جيلنا الإنمائي نجيب حاج بكري لسيريانديز بأنه في ظل الاحتياج للوعي الصحي وظهور فيروس كورونا المستجد عالميا ً ، باشر وفريقه بحملات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار / جيلنا – إيدينا – سوا / لنشر الوعي من جهة ، ومن جهة أخرى نزلوا إلى الميدان لتوزيع السلل الصحية التي تحوي المنظفات والمعقمات ، مبيناً بأنهم استهدفوا محافظات حلب واللاذقية وبعض أحياء دمشق وريفها .
ولفت حاج بكري بأن التمويل للحملات ذاتياً ومن فريق جيلنا نفسه ، إذ لم يقدم أحداً يد العون لهم ، فوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ردت على مطلبهم بانها لا تستطيع منعهم من النزول للميدان ولكنها لا تقدم الدعم لمثل هذه المباردات لضعف الإمكانيات المتاحة لهم ، معرباً عن أمله بتحصيل الدعم من رجال الأعمال الذين يرعون عادة مثل هكذا حملات وهذه الحملات الآن طابعها وطني بحت ، وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد .
وختم حاج بكري القول بأنهم وضعوا خطة للطوارئ في حال تفشي الفيروس ، ووضعوا فريقهم تحت تصرف وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ليكونوا رديفاً معهم على الأرض ، إذ وصل عدد فريق الطوارئ لديهم إلى 377 متطوع في دمشق وريفها ، لمساعدة المواطنين في تلبية احتياجاتهم سواء من المحال التجارية أو في حال حاجتهم للخدمات الصحية .