كتب: مجد عبيسي
احتشد عدد من المواطنين امام باب مصرف سورية المركزي، أحد حرّاس المصرف كان يحاول إقناع المتجمّعين بأنّ البنك لا يبادل على النقود من فئة الليرة الواحدة، ويقول لهم أنا لا أكذب.. ولكن لم يرحل أحد.. من يقنع هذا الشعب؟!... الحقيقة أن مصرف سورية المركزي لا يبادل على النقود من فئة الليرة الواحدة كما يشاع عبر الفيسبوك، ومبادرة "البيع بليرة سورية واحدة".. ليرتنا عزنا، تندرج تحت ما يسمَى الألعاب الهرميَة، إذ لا فائدة حقيقة منها على الاقتصاد، ولا تسبَب إلا الفوضى والتجارة بقطعٍ معدنيًة ألغي العمل بها!!
فعلياً بعد انتهاء هذه الضجة، سيجد المواطنون أنهم يمتلكون قطعاً معدنيَةً اشتروها -ربما- الواحدة بألف او ألفي ليرة ولا يستطيعون فعل شيءٍ بها، وكذلك الامر بالنسبة للتجار!! الحملة عاطفية بحتة، وفوضوية ولا تفيد الاقتصاد ولا تدعم قيمة الليرة كما يدعي الفيسبوكيون.. إلا أن تعطش المواطنين وحتى التجار واصحاب الارزاق للخلاص من هذا الاختناق الاقتصادي، حدا بهم إلى القيام بهذا "الكرنفال" الجماهيري السعيد. ا
عتقد ان الحملة بدعم الليرة لم يكن المقصود بها حرفياً، بل مجازياً، بمعنى ان المطلوب هو ان يعيد السوق لليرة قيمتها عبر تخفيض الاسعار، وتقليل الارباح، ليستطع الفقير أن يشعر بتحسن عام في الوضع الاقتصادي. ولكن استغل الكثيرون الحملة لبث الإشاعات المغرضة والمضللة، ومنها إشاعة استبدال المركزي لكل الف ليرة بوحدات معدنية!
وآخرون ركبوا موجة كل شيء بليرة، للاستفادة من التجارة عبر الانترنت بجمع التعليقات والإعجابات..! يجب ان نفتح عقولنا قليلاً، وأن لا تكن ردات فعلنا إثر المراسيم والقرارات الاخيرة، هو التصرف بغوغائية، وقلة قيمة، ففعلياً اليوم.. لا التاجر كسب، ولا المواطن حفظ كرامته.. وفتحنا مجالا جديدا لسوق سوداء، تباع فيها الليرة ب 500 ليرة والف واثنين! ما هكذا تعالج الامور، فالكثيرون من الفقراء يعيشون حلماً صادماً بأنهم لا يمتلكون الليرة المطلوبة!!!.
أيها الشرفاء والعقلاء، ويا أصحاب المبادرات، فكروا قبل ان تدبروا، الفقير كيف يستفيد؟ فكروا بطريقة تبقى فيها الأسعار قريبة من قدرات الفقراء، فعز العملة الوطنية باستراتيجية داعمة، وليس فورة ليوم او اثنين!!. وللتنويه: زيادة الطلب على الليرة، لن يضغط على المصرف المركزي ليطرح الليرات بالسوق.. وبالتالي لن يطلب المركزي من مصرف النقد الدولي صك النقص الموجود!!
وبالتالي لن ترتفع قيمة العملة لتعادل القيمة الحقيقية للذهب!! بمعنى ان هذه ليست خطة من المركزي لرفع القيمة الشرائية لليرة السورية بما يعادل قيمة صنعها، كلها شائعات لا صحة لها، ةلكن بثت وسط هذه الفوضى.