سيريانديز – مجد عبيسي
كنت أظن لفترة من براءتي المهنية أننا نحن الطبقة الإعلامية؛ طبقة نخبوية، لما تحمله المهنة من مبادئ، ولما فيها من دقة في التصرفات قبل الكلمات، والتي تحتسب على الإعلامي أو ممارس هذه الصنعة النبيلة.
الحقيقة أنني كنت عند أحد المسؤولين في مؤسسة حكومية، لأفاجأ به يشتكي على إحدى الوسائل الإعلامية وما تناولته به من مادة صحافية مغرضة!!
تناولت الوسيلة، لاقرأ فيها مادة صحافية مشغولة بدقة لا تحمّل الوسيلة أيّة مسؤولية، ولا تجعلها في أي موضع للاتهام القانوني من قبل المسؤول، ولكن ما بين السطور.. المادة مفهومة المغزى، ألا وهو إثارة الشكوك حول نظافة يد موظفي مؤسسته، وإيحاء بالتجاوزات التي تكفي لوضع نقاط سوداء حوله.
أما كيف حدثت القصة، فباختصار جاءه صحافي من الوسيلة، طالباً منه طلباً شخصياً.. مواداً بكميات كبيرة، وحين امتنع المدير عن إعطائه سوى ما يأخذه المواطن العادي، احتد الصحافي، وأخذ الكمية القليلة المخصصة وذهب، "لتسلخه" الوسيلة مادة من العيار الثقيل، انتقمت بها منه لما أوحى لهم به الصحافي أنه حدث هناك، دون التأكد من المدير نفسه!!.. وإنما ضمن المادة تم التأكد من غيره!!
المصداقية.. هي داء إعلامنا، ووسائل عديدة ترتكب هكذا أخطاء وتركب على موجة المصالح الشخصية والضغط والابتزاز!
الحقيقة أني بت أشك أن هذه الوسيلة المرموقة تنشر أخباراً تخدم مصالح بعض الصحافيين المتسلقين على المهنة، دون علم منها بما يحدث، وذنبها أنها لا تعرف من توظف عندها، وتمنح الثقة لبعض الموظفين.. هم غير أهل لها!!