نتابع يومياً مجموعة من الوزراء والمسؤولين في حكومات سوريّة سابقة من زمن الحرب وما قبلها يكتبون وينتقدون وينصحون ويقترحون .. بل إن بعضهم يقدم نفسه وكأنه صاحب الحلول التي ستنقذ البلد دون أن يخبرنا ماذا فعل أو لماذا لم يفعل شيئا عندما كان على الكرسي ...
في الحقيقية من حق كل واحد منهم أن يكتب وينتقد حتى ما تسبب به هو شخصيا عندما كان في موقع المسؤولية ولم ينجز ..
أصلا معظم الانتقادات تظهر وكأن بعض هؤلاء المسؤولين ينتقدون أنفسهم طالما أن المشاكل والقصص وتأخر الملفات عن الانجاز مستمرة منذ أيامهم
تعتقد أحيانا لو أن هؤلاء الوزراء والمسؤولين السابقين يقدمون على إنشاء جمعية لهم مثلا : منتدى – نادي – جمعية .. اي شيء ينظم تواجدهم على الفيس بوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي .. مع ضمان حرية الملكية الفكرية فأغلبهم يرفض المس بنصوصه او اجتزائها بل يبيحون لأنفسهم ان يكتبوا كل شي على حيطانهم الفيس بوكية بينما لايتوانون على مصادرة حق البعض في التعبير والاقتراب من السوشيال الميديا ..
أحد الوزاء السابقين أعطى لنفسه الحق بأن ينتقد ويرفض ويتوقع ويجزم ويقترح وينصح .. كتب عن أسباب ارتفاع الدولار من وجهة نظره معتقدا أن كل ما يقوله صحيح . لابأس ربما يكون كذلك .. ولكن ثمة جمل أحيانا لاتبدو في مكانها خاصة إذا طالت أهل الكار في إبداء الرأي بارتفاع الدولار ..
في الحقيقية لقد استوقفتنا نصيحة وزير سابق وجهها لرئيسي أكبر غرفتين تجاريتن في سورية " غرفة تجارة دمشق وغرفة تجارة ريف دمشق " حيث صادر حقهما في القول بأنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي سبب ارتفاع الدولار وقال أنها تصريحات لاعلاقة لها " لا بالعلم ولا الحقيقية " وطلب منهما عدم الإقتراب من عالم المعلوماتية . وهو يعلم أن التجارة اليوم هي أحد محركات عالم المعلوماتية بكل تطبيقاته وخدماته وأقلها التجارة الالكترونية . وهي المصدر الرئيسي للمعلومات وبالتالي عندما يخرج رئيس غرفة تجارة دمشق أو ريفها ورئيس غرفة صناعة دمشق وحلب وحمص وأي رجل أعمال ويقول أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء كل هذه الفوضى التي نشهدها في ارتفاع سعر الصرف وإشاعة حالة من القلق وعدم الوضوح خاصة في ظل ما يتم دسه من أخبار مفبركة كان آخرها بالأمس كتاب مزور للمركزي ونشره على الفيس بوك وقبله الكثير من الحالات التي لاتبدو بريئة ويمتلك ناشروها وصانعوها أجندة ما يتوجب القيام بجهود حقيقة لوقف كل هذا الأذى الذي تتعرض له الليرة ..
طبعا في نفس البوست الخاص بمعاليه السابق يظهر رفضه لتصريح وزير المالية بأن الانتاج هو أحد أدوات رفع سعر الصرف .. وهذا يعطينا الحق لنؤكد له أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل منصة حقيقة وخطيرة للتلاعب بسعر الصرف وإذا لم نكن نريد التيقن من هذا الأمر فهناك مشكلة وليس هناك أكثر خبرة من تجار دمشق ورجال أعمالها ليؤكدوا هذه الحقيقية
من هنا إذا كان قد نصح القطان والقلاع بعدم دخول عالم المعلوماتية فنقول للوزيران لايدخل أيضا في عالم الاقتصاد والتجارة وان يتركها لأهل الكار وإلا فليكتب دون مصادرة أراء الاخرين .. آملين أن يتقبل رأينا برفض رأيه ؟