سيريانديز – مجد عبيسي
ضمن توجهات غرفة تجارة دمشق لدعم جميع القطاعات الاقتصادية السورية، تطرقت ندوة الأربعاء في الغرفة إلى قطاع أهمل كثيراً في فترة الحرب، ولكن يعد من أهم ركائز الدول المتقدمة، ألا وهو القطاع الاستشاري، حيث اوضح مدير الجلسة محمد الحلاق عضو مجلس إدارة الغرفة أهمية القطاع الاستشاري كأحد أهم الدعائم ومتطلبات المرحلة القادمة، والتي تتطلب وجود دعم استشاري احترافي للخلوص إلى عمل متميز وقادر على التنافسية المحلية والخارجية.
وأشار رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية لمستشاري الإدارة د.هشام خياط إلى أن أهمية المستشار التجاري وكيفية تعظيمه للعمل التجاري ورفع تنافسيته وفتح الآفاق الجديدة للتجار، وأهمية تقديم النصيحة العملية المبنية على العلم والخبرة في جميع المجالات الاقتصادية، وبعض أهم تجارب الدول في الاستفادة من الاستشارات للارتقاء بهيكليتها الإدارية والاقتصادية.
وخلال الجلسة تم اقتراح استحداث مركز وطني للاستشارات الاقتصادية على مستوى الدولة، نظراً لأن كثيراً من سياسات الدول اليوم قائمة على هكذا مراكز، ليوضح د. خياط بأن هناك باع طويل من التعامل الحكومي مع الاستشارات الاقتصادية بدءاً من المستشارين المتعاقدين مع الحكومة وانتهاءً بالمجلس الاستشاري، ولكن لم تتعد الاستشارات العلاجية، ولم يطلب استشارات وقائية بتاتاً!
وأضاف أنه حتى المجلس الاستشاري الموجود في رئاسة مجلس الوزراء هو لعلاج بعض القضايا والملمات التي يعاني منها الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن أي جهة تتعاون مع المستشار، يجب أن تؤمن به وتعطيه دوره ليكون فعالاً، كي لا تقع في تجارب غير ناجحة مثل التعاونات مع وزارة التنمية الإدارية، حيث أوضح د. خياط أنه تم الاتفاق مع بعض المستشارين في فترة الوزير السابق لرفع سورية وزارة التنمية الإدارية، وبعد حديث مطول مدة يومين عن وزارة التنمية الإدارية، ثم طلب من كل من المستشارين وضع برنامج! وكأنما الموضوع كان تدريباً.. وليس تطويراً !!
وحتى في المرحلة الثانية عندما تم طرح الحلول، فتبنت الوزارة مشروع الجدارة القيادية على زمن الوزير الحالي، ولكن لم يتم بناء البرنامج على أسس الجدارة القيادية الصحيحة، وإنما كان شبيهاً بدواء واحد لجميع المرضى!، بينما في جميع دول العالم التي تعتمد برنامج الجدارة القيادية يضم برامج متخصصة لكل مستوى من مستويات الإدارة، فلا يجوز بأي شكل من الأشكال إخضاع الإدارة الوسطى والإدارة العليا للمؤسسات لنفس النوع من التدريب والتأهيل، وفعلياً لم نصل إلى برنامج جدارة قيادية كامل لأن الرؤيا كانت ناقصة.