كتب مجد عبيسي
لا أعلم بماذا كان يفكر توماس كوك عام 1841 حين أسس مكتب السفريات، ليصبح أكبر شركة سياحة في العالم!
لكن ما توصلت له أنه أمسك بقطعة من حجر الأرصفة، فصنع منها تمثالاً يسر الناظرين، بينما لدينا خامات من الذهب، ولا نعرف كيف نشكلها!
بعيداً عن حدث انهيار شركة توماس كوك الانكليزية العملاقة منذ أيام وإعلان إفلاسها لأمور أعتبرها لعبة كبار في تحريك الكتل النقدية العالمية وتلاعبات بسوق الأسهم وافتعال أزمات مالية عالمية جديدة، عدا عن بعدها السياسي لتلويح انكلترا بالانفصال عن الاتحاد.
ما لفتني حقاً هو حجم الأسى العالمي في نعي هذه الشركة حتى من كبريات الدول السياحية كمصر واليونان وتركيا.. إلخ.
وهنا تذكرت القائمين على الشأن السياحي السوري بسؤال: إن أفلست أضخم شركة سياحية سورية، أو ماتت السياحة بالكامل في بلدنا، هل من أحد ينعيها؟!، أ ليست سورية من أهم المقاصد السياحية في العالم؟!.. هكذا درسنا!
سورية ليست برجاً معدنياً بارداً، ولا أسواق تجارية عملاقة، ولا نوافير متحركة، سورية شواهد على أزمنة غابرة من توالي الحضارات، وأهم بكثير من الدول التي يؤمها عدد هائل من السياح مقابل مقاصد سياحية مصطنعة، هل القائمين على سياحتنا يعون هذه الحقيقة، ويحسنون تسويق وإدارة معالمنا كما يفعل الآخرون؟!
نحن على اطلاع بالخطوات الطموحة التي تقوم بها وزارة السياحة، ولكن لا يمكننا تجاهل الوضع العام في البلد، ولا يمكننا تجاهل دور نهضة السياحة ومسؤولية كل المؤسسات السورية العامة والخاصة، وحتى الشعب!
بحثت في شركات سياحية سورية عملاقة تحسن الترويج لمعالمنا السياحية خارجياً، فلم أجد!!
ولنزد من الشعر بيتاً، نحن السوريون أنفسنا لا نعلم جل معالمنا السياحية!، فضعف التسويق والترويج للسياحة هي أزمتنا الداخلية قبل أن تكون خارجية مع الأسف!، وجميع الجهات المعنية بالشأن السياحي والثقافي مسؤولة عن هذا الموضوع، من وزارة السياحة بالكامل إلى المتاحف والآثار وحتى اتحاد غرف السياحة وما يرتبط به.. وغيرها، ولابد من إدارة حكومية لهذا الملف.
نتمنى أن توضحوا لنا خطة نهضة السياحة، وخصوصاً مع عودة الأمن، ومع ما لمسناه من بعض الوفود العربية والأجنبية التي حادثناها خلال معرض دمشق الدولي، والذين يتوقون لسورية أكثر منا!!
الرئاسة تتجه بخطوات علنية لرفع قيمة العملة الوطنية، وعلى ما أعتقد فإن قطاع السياحة من أهم الروافد في هذا المجال!.. أ لم يئن الأوان؟!... ما قولكم؟!