سيريانديز – مجد عبيسي
أفرد رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس شهابي على صفحته ما يبرر ارتفاع سعر الصرف حالياً، ويقدم في الوقت نفسه رؤية الحل، ولكن السؤال هنا، إن كان الحل الذي قدمه فيه الخلاص، ماذا ننتظر؟!.. أم أن حكومتنا لا يمكنها السير إلا بسرعة سلحفاة عرجاء مبتورة القدمين..؟!
يقول شهابي:
أسعار الدولار كأي سلعة اخرى متعلقة بالعرض والطلب وعندما يزداد الطلب ويخف العرض تزداد الاسعار..
بالنسبة للطلب فأهم اسباب زيادة الضغط على الدولار:
١- زيادة كبيرة في شراء المواد الاولية من قبل الصناعيين والتجار مع التعافي التدريجي للاقتصاد والانتاج الوطني..
٢- الطلب الكبير عليه من قبل قطيع المعارضة الارهابية مع تقدم الجيش في ادلب..
أما بالنسبة للعرض فهو لا يزال محدوداً بسبب:
١- ضعف الصادرات الصناعية والزراعية بسبب العقوبات وبسبب صعوبة الولوج الى الاسواق العراقية والعربية والاجنبية..
٢-عدم وجود صادرات مهمة للنفط او القمح او القطن بسبب الوضع في شرق الفرات حيث كانت هذه الصادرات هي اهم منبع للقطع الاجنبي في الخزينة العامة..
٣- ايقاف تمويل الارهاب من قبل معظم الدول الراعية له..
٤- ضعف عمليات مكافحة التهريب وخاصة عند المعابر..
٥- ضعف سياحة الوفود الخارجية بسبب الظروف..
باختصار.. نتعافي انتاجياً ونطلب مزيداً من الدولارات دون ان نتمكن من تأمينها عبر تحقيق زيادات متناسبة من الصادرات الانتاجية والزراعية او صادرات الثروات النفطية والثروات المعدنية الاخرى.. بالاضافة الى النزيف الكبير بسبب التهريب والهروب كبير الى تركيا مع تحرير ادلب دون ضخ مقابل كما كانت عليه الحال سابقاً..
لذلك فالطلب اكبر من العرض واسعار الصرف ترتفع والحل الاستثنائي يجب ان يكون:
بطرح حزمة من القوانين والقرارات المالية والاقتصادية الاستثنائية بهدف دعم النقل والتصدير بشتى الوسائل وبارخص ما يمكن وبكل التسهيلات والحوافز حتى تنتشر ثقافة التصدير بشكل عرضي واسع عند كل الشرائح المنتجة وبكل احجامها كون التصدير الصناعي والزراعي هو ما تبقى لنا الآن لتأمين الدولارات بما يحقق التوازن المطلوب بين العرض المتوفر والطلب المتزايد دون انتظار تحرير شرق الفرات..
اليوم دعم الصادرات محدود جداً ولمنتجات معدودة فقط ومشاكل النقل معروفة والصعوبات المصرفية كبيرة جداً.. والتحدي الحقيقي هو كيف نشجع اكبر عدد ممكن من المنتجين على التصدير وتأمين الدولار لتحقيق الاستقرار المطلوب.. صناعتنا قوتنا.. تصديرنا خلاصنا.