سيريانديز – مجد عبيسي
في الوقت الذي يسعى فيه وزير التربية عماد العزب -مشكوراً- لاستعادة "الهيبات" للامتحانات والمدرسين والشهادة السورية ككل، ما زالت هيبة اللباس المدرسي ضائعة، وبعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ التربوية والاحترام!
أذكر حين كنا خلف المقاعد، كان من الممنوع لبس كنزة لونها مخالف تحت البدلة، وممنوع أن تكون هناك فتحات أسفل البنطال، أو سحابات إضافية، أو جيب جانبية.. إلخ، فكان اللون واللباس موحد تقريباً، وهذا ما نفتقده اليوم عند رؤية طلابنا في الطرقات أو خلف مقاعد الدراسة!
لن نعلق أكثر، فقد امتلأت مواقع التواصل بالإعلانات عن اللباس المدرسي قبل بدء الدوام، والمتابع سيلحظ الصور البعيدة عن القيم التربوية، والتي تعد معيار الجذب.. وللأسف، هكذا سيكون لباس الطلاب هذا العام.. ككل عام.
أما لماذا وصلنا لهذه الحال، فلأن اللباس المدرسي بالمطلق هو من إنتاج القطاع الخاص، والذي لا يهتم بالقيم تربوية أمام التميز بعامل الجذب لتحقيق أكبر نسبة مبيعات، فيا سادة، المدرسة ومتمماتها قيم بالدرجة الاولى.. وليست تجارة!!
أما الحل، فهو بين أيدينا..
فلو اشتغلت معامل النسيج الحكومية ضمن تصميم اللباس المدرسي المعتمد، فهذا سيحقق ثلاث غايات مهمة:
الأولى هي توحيد لون وشكل الزي المدرسي المعتمد، مما يحقق الهدف السامي الأساس وهو المساواة بين الطلاب خلف المقاعد وعدم التمييز بينهم عن طريق اللباس.
أما الغاية الثانية، فهي تحقيق عائدات كبيرة للدولة، تضيع عليها سنوياً لجيوب القطاع الخاص!
أما الغاية الثالثة فهي ما يعود على المواطن محدود الدخل من توفير، فحين يقدم الزي المدرسي المصنع في المعامل الحكومية، سيكون أرخص سعراً بالتأكيد، مما يسعف المواطن بشكل أفضل وأكثر كرامة من السعي خلف قرض القرطاسية.. ودمتم !!