سيريانديز
قرار مر كغيره من القرارات التي اتخذتها محافظة دمشق خلال الفترة القليلة الماضية، فبعد أن مر قرار استملاك منطقة القابون الصناعية وهدم المعامل القائمة لتجميل مدخل دمشق!.. وما حدث في مدينة الجلاء الرياضية بالأمس، يأتي نتاج قرار تأجير جزء من حديقة تشرين للقطاع الخاص ليتحدى الملل لدى سكان المناطق المحيطة بالحديقة، ويحرم المواطن السوري المحروم من مجانيتها.
لن نتحدث نحن، بل نكتفي بما أورده السادة الوزير السابق عمرو سالم، ووسيم سخلة، تماشياً مع الموضوع الذي دعا له وزير السياحة بخصوص الإيمان بترك الحدائق المجانية للفقراء، مما لاقى صدى لدى وزير سابق امتد بالفكرة لتحذيرات جريئة وعتب باسم الناس.
كتب عمرو سالم:
في حديقة تشرين بناء فيه مطعم وصالة رياضية وعلى السطح ديسكو ...
يقول القائمون عليه أنه Deep Disco. ديسكو عميق ...
يمنع سكان منطقة المالكي وجزء من المهاجرين والمزة وغيرها من النوم. وحتّى من إمكانيّة التحدث مع بعضهم داخل بيوتهم بموسيقى عميقة صاخبة يقول أنصارها أنها تحمل بعداً مستقبليّاً ...
في الوقت الذي تم فيه منع الاستيراد الكثير من المواد الغذائية بسبب الحفاظ على القطع الأجنبي!!!
كلّ هذه الفرق التي ليس فيها أي أثر لفن ولا لذوق تقبض أجورها بالقطع الأجنبي ...
وكلّ المشروبات الموجودة بكميّات لا توصف، يدفع ثمنها بالقطع الأجنبي لأنها لا تصنع محليّاً ...
يسمح لمثل هذه المنشآت الحضارية أن تعمل في حديقةٍ عامّةٍ مانعة الحدائق على الناس البسطاء ودافعةُ بهم إلى الجلوس في منصفات الشوارع مسببة زحاماً لا يطاق ...
ومعتديةً اعتداءً صارخاً على أبسط حقوق القاطنين في جوارها القريب والبعيد بالراحة والشعور بخصوصيّة بيوتهم وعلى الملكية العامة...
وفي نفس الوقت، يا حجاج لا تحجوا وادفعوا ثمن الحجة للفقراء أو لأجهزة السرطان ...
ويا محتفلين بمريم البتول. لا تصلّوا فصلاتكم من الماضي ...
تأجير والسماح بمثل هذه النشاط في حديقةٍ عامةٍ هو أكبر استخفاف واستهتارٍ بدماء الناس وبآلام الناس ...
لا ترقصوا وتمجنوا بالديسكو العميق، واذهبوا إلى الجبهات للدفاع عن بلدكم ...
وهو يخالف القانون ...
وهل تبرّر القروش التي تحصل عليها المحافظة من تأجير هذه الحدائق، تبرّر استنزاف العملة وقتل وعي الشباب. وإصابة القاطنين بالجنون والغضب وحرمانهم من النوم. ومنع المرضى في مشفى المواساة والأطفال والمواساة الخيري والشامي من التعافي؟
ألم يفكّر أحدكم أنّ هذه الشّام؟.."
ويذكر أن وسيم سخلة كان قد أشار في وقت سابق إلى نفس الموضوع، في مدونة له تحت عنوان "حديقة تشرين العامّة لم تعد للعامّة؟!".. قال فيها:
"فيما تُعيد الدول اليوم حساباتها بالتفكير في الحيّز المكاني العام واعادته للناس بقصد الحق والمواطنة والممارسة نفكّر نحنُ بنزعه وخصخصته.
مجمّع جديد، مطعم فخم ومركز رياضي كبير وصالات يفتتح قريباً في حديقة تشرين العاّمة ويحتلّ مكان الناس وذكرياتهم، أنا سعيد لأنني رأيت أن سلسلة كلاسيك برغر الشهيرة ستفتح قريباً هنا لكن هذا ليس مكانهم!
هذه الحديقة أكبر حديقة عامّة مخصصة للناس مخصصة للفقراء والأغنياء وكلّ سكان العاصمة وما حولها واقتطاع مساحات منها وتحويلها للاستثمار الخاص لايجب أن يمرّ هكذا !
من هو صاحب الحق بتأجير واستثمار أملاك المواطنين، كل المساحات الواسعة وضاقت أعينهم على حديقة للناس يجيئون اليها في كلّ وقت أفراداً وعائلات، هذه الحديقة للسوريين كلهم من لايملك رفاهيّة الكافيتريات والمطاعم، من يبحثون عن مسرح ومكان للمعارض، هنا حضرتُ أول حفلة لمغنّي الريف الأميركي كريم سلامة وهنا حضرت معرض الأرض من السماء الضخم للفرنسي يان آرتوس بريتران دون ليرة واحدة.
هذه الحديقة لمن يعجبهم بزر دوار القمر والبونجوس والبسكويتات الشعبيّة، لا يستطيعون حالهم حال الطبقة الوسطى دفع 10$ لبرغر لذيذة اي لعائلة من 5 أشخاص 50$ بدون كولا حتّى يمارسون الرياضة في الحديقة ولايودّون الاشتراك بنادٍ يلتهم مرتّبهم المتواضع كخمس سندويشات برغر.
كيف يكون مكان مجاني يصبح مدفوعاً، نفس المشهد لكن بمقابل نفس السماء أصبحت مدفوعة هل تبيعُ وتشتري المحافظة بأملاك العامة المخصصة لخدمة الناس كما حدث في مدينة الجلاء الرياضية بالأمس وحديقة تشرين اليوم ولا نعرفُ خطّة الغد !
هل من انتخبهم الناس للمجالس المحليّة ومن ثم مجلس المحافظة توافقوا على بيع حدائقنا؟
من هو صاحب الامتياز، نحنُ أصحاب الحق!"