سيريانديز- مجد عبيسي
لم أستطع ان أمر بما كتب وزير السياحة على صفحته مرور الكرام.. فلربما كلماته العامية لامست فيني شيئاً أحببت مشاركتكم إياه. فعلى غير ما عودنا مسؤول، ابتعد وزير السياحة عن هالة الكرسي.. فبدا واضحاً، حقيقياً، ولا ابالغ إن قلت أني كدت أن أرى قلبه.
وزير السياحة محمد مارتيني وجه بوح محبب عبر صفحته الشخصية، لامس فيه جانب الإنسان بعامية رقيقة من القلب، ليس كوزير سياحة، بل كإنسان.. يحترم الإنسان.. قال: "والله انا حتى اليوم، ولآخر يوم بعمري.. لما بينذكر قدامي شخص من شيوخ المهنة في السياحة سواء الاطعام او الفندقية او الدلالة او المكاتب والمهن التراثية، بذكر اسمه باحترام سرا وعلنا وبدعيلو بطول العمر وبالرحمة ان كان في دار البقاء.. فؤاد هلال، نعمان ونس، وحيد توما، توفيق حبوباتي، سليمان نصر الدين، والغالي ابو توفيق نشأت صناديقي، والعديد العديد من الاسماء التي شرفت القطاع وتشرفنا بمعرفتهم وسماع قصص نجاحهم ونوادرهم وما تركوه لنا من ارث سياحي وحضاري نفاخر به ونسعى لمجاراتهم.."
هذا وتوجه مارتيني برسالته إلى الشبان والفتيات رواد وسائل التواصل، ومن لم يدركوا بعد مسؤولية الكلمة، ويدعون علمهم بأصول العمل الحكومي أكثر من المسؤولين أنفسهم، ووجه لهم كلمات بهدف الإصلاح متابعاً: "..الحمدلله ما كان على ايامهم فيس وانستغرام وووو، ولا كان نطّلهم كل ساعة واحد او وحدة قمة انجازاتهم هو انهم كانوا يوصلوا عالمدرسة متأخرين، او انا لا اعمل لاني اميرة.
وكل هالشباب والصبايا نازلين فينا دروس وعلوم، وانتقاد وتجريح وبيبلش العلاك الفاضي.. ويلا.. وبلد بيقرف.. وحكومة تعبانة وسياحة فاشلة.
وبرجع بقول لك يا ابني ويا بنتي والله العظيم انا والدي صار عمره بحيطان ٨٠ سنة ولما بيتذكر احد رجالات عصره حتى لو كان من خصومه بيذكره بلقبه العلمي او بصفة منيحة، وبيترحم عليه وبكل احترام. لك يا شباب ويا صبايا، اللي عنده كلمة منيحة او نصيحة يكتبها عالصفحات الرسمية واللي ما عنده عالاقل يحترم انه في ناس عبتشتغل من قلبها وبامكانيات اقل من محدودة.."
ودافع في رسالته عن عمل المسؤولين المضني، وبأن النقد أحياناً يكون جارحاً ودون وجه حق: "..اللي بدو يقارننا بالاجنبي يتذكر نحن عمنعمل وعم نحاول بمبالغ بالليرة وضمن الامكانية، وببلاد النجوم اللي عاجبينكم كل اسم عندهم وراه شركات بالمليارات، الموظفين بالسياحة وبالثقافة وبالاعلام وبكل الوزارات والاتحادات عبيشتغلوا، واشتغلوا بأصعب ظروف وبميزانيات محدودة والحمدلله عبيحاولوا وعبيغلطوا وعبينجحوا. انبارح بالبسيط بامكانيات محدودة حضرنا مهرجان مع اتحاد العمال وكانت الناس مبسوطة وبدون نجوم عالميين وبدون اعلام الملايين وفيديوهات السخافة والاعلام اللي عبتشبهونا فيه.."
وختم رسالته بطلب مغلف بالحب : "..الله يمد بعمر كبارنا اللي تعلمنا منهم الصبر وآداب النقد وثقافة الحوار، ويرحم اللي رحلوا وان شاء الله نقدر نرتقي بفكرنا ونقاشنا ونتعلم ونعلم الجيل الجديد انه من يرغب بالنقد عالاقل يكون وصل لمرحلة من الخبرة، تسمحلوا يقدر يقيم اعمال غيرو، وقبل ما يقارننا بالاخر يكون منصف تجاه اللي عبيتعب من ابناء بلدنا اللي عبيشتغلوا بمعظمهم متطوعين او بشبه المجاني، وكل عام وبلدنا وأهلنا وسياحتنا بألف خير.."