فادي بك الشريف
أظهر التصنيف الجديد لترتيب الجامعات السورية حسب موقع ويب ماتريكس العالمي لشهر تموز لعام 2019 تحسناً ملموساً وواضحاً في مستوى ثلاث جامعات سورية هي: طرطوس وحماة والبعث من خلال عدد النقاط المسجلة مقارنة مع التصنيف الأول الصادر خلال هذا العام 2019، فيما تتفاوت عدد النقاط بين مختلف الجامعات وذلك وفقاً للمؤشرات والخطوات المتخذة لتحسين الترتيب.
وفي الترتيب الجديد حلت جامعة دمشق في المرتبة الأولى بواقع (3785) نقطة، تليها حلب بواقع (4806) نقاط، ومن ثم تشرين بواقع (4824) نقطة، كما حلت جامعة البعث رابعة بواقع (5814) نقطة، ومن ثم الفرات (14897) نقطة، وحماة (15969) نقطة، ومن ثم جامعة طرطوس بواقع (20865) نقطة.
هذا وسجلت جامعة طرطوس تحسناً بنحو 6 آلاف درجة، وجامعة حماة بواقع 800 درجة (نقطة)، إضافة إلى جامعة البعث بواقع 210 نقاط عن التصنيف السابق.
وفي حديث خاص لـ«الوطن» بينت مديرة مركز القياس والتقويم في وزارة التعليم العالي ميسون دشاش أن التصنيف الجديد شهد تحسن عدد من الجامعات السورية ضمن الترتيب الجديد، مبينة أن هناك عدة نقاط من المفترض التركيز عليها لتحسين واقع التصنيف، منها عملية إدخال البيانات والمعلومات على الإنترنت باللغة الإنكليزية وليس الاعتماد على العربية فقط من مختلف الجامعات، إضافة إلى ضرورة التركيز من بعض الجامعات على نشر الأبحاث العلمية وليس فقط الاقتباسات.
وأشارت إلى أهمية التركيز على التبادل الطلابي لبعض الجامعات على صعيد تبادل الطلاب والأساتذة مع الجامعات في الخارج، بما فيها الماجستيرات المشتركة ما يساعد في رفع مستوى التصنيف، حيث من المفترض الاهتمام بتدوينهم على موقع الجامعة بما ينعكس إيجاباً، مضيفة أن جامعة دمشق قطعت مرحلة مهمة في هذا الأمر.
وأكدت مديرة مركز القياس والتقويم ضرورة نشر مجلات الجامعات وإصدارها بشكل دوري، موضحة أن التصنيف يعطي مؤشراً للعمل عليه من بعض الجامعات، منوهة بضرورة التركيز على موضوع نشر القيمة المضافة على موقع الجامعات وليس الاقتصار فقط على نشر ونقل الأخبار، لافتاً إلى وجود صعوبات ببطء الإنترنت والوصول إلى المعلومة، وهذا لا يحقق الهدف المطلوب منه.
ولفتت دشاش إلى أن جامعة دمشق قطعت أشواطاً في ضرورة اعتماد إيميل خاص لكل أستاذ جامعي، مع ضرورة أن تنسب الأبحاث العلمية للأستاذ الجامعي إلى جامعته وتلافي «تنسيب» هذه الأبحاث لأكثر من جامعة كي لا يؤدي إلى إنقاص الدرجات.
هذا وبقي ترتيب الجامعات الثلاث الأولى بين تحسن بسيط وتراجع طفيف، علماً أن الأمر يرتبط بإجراءات ومعايير يعتمد عليها على صعيد عدد الزيارات للمواقع الجامعية، وعدد الاقتباسات للأبحاث العلمية المنشورة ونشر السير الذاتية لأعضاء الهيئة التدريسية والأبحاث والبيانات وبعدة لغات.
ناهيك عن أهمية جودة البحث العلمي والأبحاث التي يتم التعويل عليها كمرجع وذات جودة، واستناد الجامعات إلى مؤشرات البحث العلمي بشكل رئيسي ووضع البيانات على الموقع بشكل دوري، وتشجيع نشر الأبحاث العلمية وتحفيزها بما ينعكس إيجاباً على الترتيب ويساهم في تحسن المستوى العلمي والبحث المتبع من مختلف الجامعات.
هذا واتخذت الوزارة إجراءات مع متابعة الجامعات لتحسين تصنيفها وترتيبها على مستوى مختلف الجامعات العالمية، بما يسهم في رفع الترتيب العالمي، ولاسيما باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإغناء المحتوى العلمي للمواقع الإلكترونية ووضع معايير تسهم في تحسين الترتيب، علماً أن مجلس التعليم العالي شدد على تحسين الترتيب الجامعي والارتقاء بوضع الجامعات من مختلف المناحي التعليمية.
ومن ضمن المعايير المتبعة العمل على توثيق النشاطات للطلاب والكادر التدريسي، وتكريم المتميزين والمتفوقين أكاديمياً، وربط الجامعة بالمجتمع، وإقامة دورات التأهيل المستمر، إضافة إلى تحديث المواقع الإلكترونية للجامعات بشكل دائم، وباللغتين العربية والإنكليزية، ونشر أبحاث الماجستير والدكتوراه وملخصاتها باللغتين العربية والأجنبية.
إضافة إلى لجوء الجامعات إلى وضع جميع النشاطات الطلابية العلمية والرياضية والثقافية والاجتماعية وغيرها على موقع الجامعة، ونشر السير الذاتية لأعضاء الهيئة التدريسية وتحديثها بشكل دائم، وإجراء الأبحاث العلمية وتوثيقها في المجلات المحكّمة.
يشار إلى أنه ضمن «ويب ماتريكس» يُعمل على ترتيب الجامعات بناءً على مؤشرات تستخرج من المواقع الإلكترونية، كما أنه يعتمد على جودة التدريس ونتائج البحوث والمكانة الدولية للجامعة ومدى التواصل مع المجتمع والاستجابة لأهم المعايير ومتطلبات البحث العلمي، بما في ذلك التواصل مع مختلف القطاعات، ناهيك عن أهمية البحث العلمي ونشر الأبحاث والاهتمام بجميع المناحي التي تنعكس على تصنيف الجامعات.