سيريانديز- مجد عبيسي
لن نتقدم او نتطور ما دمنا نفكر بنمطية و"بحلول" تنفع بجانب وتؤذي المواطن بجانب آخر.. عن محافظة دمشق أتحدث! ..السادة مجلس محافظة دمشق وخلال اجتماعهم الأخير، يبدو أنهم استشعروا وقوعهم تحت عوز في موارد دوائر الخدمات والنظافة، لتخرج لجنة المتابعة في مجلس "محافظة دمشق" بتوصية لرفع رسم النظافة في فاتورة الكهرباء التي تصدر كل شهرين، ليصبح 500 ليرة بدلاً من 70 ليرة!
اليوم توصية.. وغداً ربما إقرار!! في وضع يحثو فيه المواطن التراب ليوسع رزقه، والزيادة الموعودة لم تأت بعد لتتفتق القرارات الحكومية من رفع الغاز الصناعي أمس، وغدا قرار برفع رسوم ترتئيها المحافظة ضرورية!،
والحق يقال.. خدمة النظافة في دمشق لا تستحق حتى ال 70 ليرة، مع الحاويات الممتلئة على مدار اليوم بشكل مقزز!
الشكوى من نقص كوادر عمال النظافة ليست إلا ذرائع مع وجود حلول استثمارية بديلة غير مطروحة على طاولة المحافظة.
فطالما أننا لا نفكر بعقلية استثمارية، سنبقى نعاني تراكمات العجز. تقرير اللجنة المرفوع إلى مجلس المحافظة، أشار إلى ضرورة اتخاذ عدد من الإجراءات لتحسين واقع النظافة في المدينة، الأمر الذي يؤكد ترديه! واللجوء إلى رفع رسم كمصدر دخل إضافي للمحافظة، ما هو إلا مقترح ضيق الأفق، ولن نسميه فكرة.
طبعا لسنا نفتري حين نكون منذ فترة وجيزة قد نشرنا عن طرح المحافظة فرصة استثمارية لتدوير القمامة في المكب المركزي، واشتكت حينها المحافظة بعدم تقدم أحد من المستثمرين، وحين تقدم أحد العروض، تململت المحافظة بالتعاطي وبدأت بالتنصل من جدوى هذه الفرصة، والتي استشعرها المستثمر فيما بعد، والتي -كما تابعنا حينها- فهذه الفرصة إن تم العمل عليها بشكل جاد، ستوفر على المحافظة تكاليف الفرز والطمر والإتلاف مجتمعة..
لا بل والجمع من بعض المناطق كذلك، وكلها تحمل على المستثمر، عدا عن نسبة من ارباح للمحافظة من المواد المدورة منها، إن لم يكن من الطاقة الناتجة كذلك! تفعيل التحصيل من استثمارات المحافظة لا يطرح ضمن اجتماعات مجلس المحافظة، بل افكار تقليدية لزيادة الموارد برفع رسوم، ولو على حساب المواطن!!
مع العلم أن نائب رئيس المكتب التنفيذي لـ"محافظة دمشق" أحمد النابلسي أصدر نهاية أيار الماضي، قرارات بتشكيل 3 لجان مؤقتة ضمن مجلس المحافظة يشمل عملها متابعة طروحات أعضاء المجلس والشؤون القانونية وقضايا الاستثمار، ولكن أين قضايا الاستثمار التي تمت متابعتها ونحن على ابواب شهر آب؟!، مع التركيز أن الاستثمارات هي الوحيدة القادرة على نشل المحافظة من بركة الديون المتراكمة!