سيريانديز - مجد عبيسي
اعتمد اتحاد غرف التجارة السورية منذ أيام مبادرة لدعم الليرة بعنوان (عملتي ـ قوتي)، حيث سيتم التعميم على كافة الغرف لدعوة المنتسبين إليها لتبديل مبلغ وقدره (100) دولار أمريكي الى الليرات السورية بالسعر الرسمي من قبل كل تاجر لدى المصرف المركزي وذلك دعماً لليرة السورية..!!
الوزيرة السابقة لمياء عاصي تساءلت حول هذه المبادرة -ككثيرين- عبر حسابها الشخصي.. هل فعلا تبديل ١٠٠ دولار من قبل التجار سيحسن وضع الليرة؟
وتساءلت سؤالاً آخر أيضاً، هل هذا ضمن أدوات السياسة النقدية التي تنتهجها الدول لتحافظ على استقرار عملتها الوطنية ؟، وتبديل ١٠٠ دولار لعشرة آلاف تاجر سيؤدي للحصول على مليون دولار لا غير!!.
انتهت تساؤلات عاصي.. وهنا المفارقة... هكذا تساؤلات توحي بأن المبادرة غير فعالة لحل أزمة، فلماذا أطلقوها إذاً؟ هل تكفي مليون دولار لتمويل بوليصة واحدة؟! لماذا اعتمد اتحاد غرف التجارة السورية -رغم ملاءته- مبادرة استبدال 100 دولار بدلا من التبرع بها للمركزي؟!!
ماذا ستشكل 100 دولار أمام ثروات المنتسبين للاتحاد؟! ومنهم من استفادوا من خزانة المصرف بالعملة الصعبة ويتفضلون عليه الآن بمئة دولار.. والحق لو اردنا دعم الليرة حقاً، فهناك أساليب عدة، ولكنها خارج بنك أهداف الحكومة..
أليس تخفيف هدر ليوم واحد فقط في قطاعنا العام "باخلاص" ليحقق أضعاف ما يجود به التجار من تبديل مائة دولار؟ ولمن يعلمون، أ ليس ضبط الحدود ليوم واحد فقط كفيل بتوفير ملايين على الدولة..؟!
يبدو أن الحلول لا تستند الى رؤية صحيحة، وإنما فقاعات إعلامية معنوية فقط.
وكما وصف البعض.. هذا مشروع يأتي في إطار الحماسة وأنها ان لم تكن ضمن مشروع اقتصادي متكامل ستذهب الحماسة في مهب الريح.