سيريانديز
تستعد أسواق حمص القديمة للعودة إلى نشاطها التجاري خلال الأيام القليلة القادمة مع تسارع الخطى لتأهيلها بعد توقفها خلال السنوات الماضية جراء الاعتداءات الإرهابية.
وأشار المهندس محمد رسمي السباعي عضو مجلس مدينة حمص وتفعيل السوق في تصريح لمراسلة سانا إلى أن أعمال التأهيل في السوق المسقوف الأثري شارفت على الانتهاء وتتم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بحمص حيث تمت مؤخراً إنارة السوق بالكامل بعد استكمال الشبكة الكهربائية كما انتهت شركة الكهرباء من إنارة كل الشوارع في الأسواق الأثرية بحمص القديمة بعد وصل المحولة الرئيسية (المغذي الرئيسي).
وأضاف السباعي إنه تم الانتهاء من تركيب سقف السوق وتثبيته على الأطراف الجانبية وتكميل القبة على مفارق سوق المنسوجات والمعرض والصاغة وبدأت عمليات تركيب الحصر لتغطية السقف ليتماثل مع السقف بمدخل السوق الرئيسي وذلك بعد تركيب الأعمدة الأفقية الحاملة للأقواس في الأسواق الأثرية والتي شكلت الركيزة الأساسية والقاعدة لتركيب أقواس السقف لافتاً إلى أن عمليات التأهيل تتم مع الحرص على مراعاة الجانب التراثي والأثري خلال عملية الترميم للمحلات والأسواق بشكل يناسب طريقة البناء القديمة والأقواس والبنية المعمارية والأحجار القديمة وواجهات المحلات.
وكشف السباعي عن التحضير لسوق بزورية جديد بالاتفاق مع مجموعة من تجار الجملة المختصين ببيع مختلف أنواع الحبوب والتوابل والسكاكر والحلويات الشعبية مبيناً أنه سيتم تأهيل المحال التجارية في السوق على نفقة التجار وبمساعدة مجلس المدينة الذي سيقدم كل التسهيلات لإعادة التأهيل من ترحيل أنقاض وهدميات لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يبصر السوق النور مع بداية الشهر القادم.
ولفت قريش سحلول رئيس لجنة تفعيل الأسواق في مجلس المدينة إلى أن العام الحالي هو عام عودة أسواق مبيناً أن الأسواق تشهد كل يوم حركة نشطة وخاصة بعد عودة الأمان للمدينة وتحرير الريف من الإرهاب حيث يتم فتح محلات جديدة كل يوم بالسوق وعودة التجار إليه مشيراً إلى أن السوق المسقوف شهد مؤخراً بشكل تدريجي منذ تعافي المدينة وإعادة تأهيله عودة أكثر من 613 محلاً تجارياً من أصل 1650 محلاً تترقب عودة أصحابها.
المهندس والباحث التاريخي جورج رباحية أشار إلى الأهمية التاريخية التجارية لمدينة حمص كونها كانت ملتقى القوافل التجارية بسبب موقعها الذي يتوسط سورية ما جعل السوق المسقوف يكتسب أهمية تجارية لكل أصحاب المهن حتى وقتنا الحالي إضافة لكونه معلماً أثرياً يضم العديد من الأسواق الصغيرة التي تسمى حسب السلع التي تباع فيها وكان الزائر لهذه الأسواق يجد فيها كل ما يخطر على باله من البابوج إلى الطربوش.
وعن سبب تسمية السوق المسقوف يقول رباحية إن أغلب أجزاء السوق مغطاة وبعضها مسقوف على شكل عقود حجرية وأقبية والبعض الآخر بالتوتياء فالأسواق القيصرية تعود لعام 1300 ميلادي بينما شارع النوري يعود لعام 505 ميلادي ويسمى سوق السلحفاة كونه يشبه السلحفاة بسقفه وتوجد أسواق الصاغة والنحاسين والفرو والعطارين أو المعرض والحدادين والحشيش والخياطين والحسبة وهو مركز مالي يجتمع فيه التجار إضافة إلى أسواق الحرير والدباغة والصرماتية والعبي والحب (لبيع الحبوب) والفحم والحطب والبازرباشي وسوق النسوان والمبيضين والمزاد والخواجكية والصوف والمنسوجات.
ولفت رباحية إلى أن سوق القيصرية يعتبر من أهم الأسواق ويسمى قيصرية الحرير وهي تلفظ (القيثارية) حسب أهالي حمص كونها تشتهر بتجارة الحرير الطبيعي وتصنيع وبيع منتجاته حيث تتألف القيصرية من ساحة يطل عليها طابقان من المحال التجارية وعددها 40 محلاً ويعود بناء الطابق الأول لعام 1300 ميلادي بينما بني الطابق الثاني 1850 ميلادي مبيناً أن حمص قديماً كانت تتفرد بـ 10 آلاف نول يدوي تنسج كل أنواع الحطات والمناشف والشراشف إضافة إلى وجود 3 حمامات شعبية فيها (حمام الصغير وحمام الباشا وحمام العثماني).
وأضاف رباحية إنه نتيجة للتطور العمراني وازدياد النشاط التجاري للمدينة تشكلت أسواق جديدة كأسواق (الناعورة والدبلان والجندي).