سيريانديز
من ثلاث ساعات إلى 12 ساعة زادت فترة عمل (وليد ضاهر) يزود خلالها سيارة تلو الأخرى بمادة البنزين في محطة الجلاء للوقود بمنطقة المزة في إطار الإجراءات التي اتخذتها المحطة للتخفيف من فترة انتظار الزبائن نتيجة الضغط الحاصل على محطات الوقود.
ويقول وليد الذي يعمل في الكازية منذ عشر سنوات في حديث مع سانا: “كل شيء تغير.. مدة العمل والتعامل مع المواطنين.. زاد الجهد والتعب لكن بدنا نتحمل قدر الإمكان حتى تمر الأزمة” ويضيف: “العمل يحتاج إلى الصبر والطاقة وتعاون الجميع وصدر رحب مع الزبائن المنتظرين”.
تغير جدول العمل اليومي لعمال محطة الجلاء للوقود منذ بدء أزمة البنزين المستمرة قبل عشرة أيام بسبب الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الدول الداعمة للإرهاب على سورية فالمحطة التي تقع في منطقة المزة اتخذت تدابير وإجراءات عدة لتسريع وتيرة تزويد السيارات التي تقصد المحطة بمادة البنزين فزادت ساعات العمل وفتحت مسارات جديدة للسيارات وتمت الاستعانة بصهريج يتم ملؤه بالبنزين يوميا ليغذي مسارا آخر بهدف التخفيف من وطأة الازدحام وتقليل ساعات الانتظار كما يقول مدير المحطة (باسل بلول).
ويضيف بلول الذي يدير المحطة منذ أيلول الماضي: أنه تم تقسيم فترات العمل في المحطة إلى ورديتين كل منها 12 ساعة لتغطية الطلب على مدار الساعة.. ضغط العمل جعل عمال المحطة الـ15 في حالة استنفار.
يقول (بلول) الذي يشرف على أداء العمل لكنه لا يتوانى عن القيام بمهمة أي عامل: “أبقى لأطول فترة كمشرف على عملية تلبية الخدمة والتدخل في حل أي أشكال وفي أي لحظة تطلب الأمر أمسك الفرد وأملأ البنزين.. المهم أن تكون الأمور على ما يرام” مشيرا إلى أن ضغط الطلب يزداد بعد الساعة الثالثة ظهرا مع تفعيل الكثير من البطاقات الذكية من جديد.
انخفضت ساعات الانتظار وهذا ما يؤكده أصحاب السيارات فيقول صباح شربجي صاحب سيارة خاصة قدم من حي الميدان إلى محطة الجلاء: “قبل خمسة أيام انتظرت 12 ساعة بينما اليوم انتظرت لساعتين فقط.. هذا شيء مطمئن أن الأزمة تتلاشى شيئا فشيئا” لافتا إلى أن عمال المحطة “ينفذون تعليمات بتعبئة 20 لترا لا زيادة ولا نقصان”.
ويشاطره الرأي السائق أبو سليمان: “حاليا الأمور أفضل من الأيام الماضية.. الأزمة بدها تعاون واستيعاب والعمال تعاملهم إيجابي وعملية تزويد السيارات مضبوطة” آملا أن تعود الكمية المخصصة للتعبئة في المرة الواحدة كما كانت 40 لترا.
يقف وليد الذي قدم من شركة محروقات سادكوب قبل ثلاثة أيام لمؤازرة عمال محطة الجلاء على مسار الصهريج يملأ البنزين للسيارات التي تتقدم بوتيرة ثابتة.. يقول أنه في أول يوم عمل أمضى 10 ساعات عمل متواصلة لا تخلو من المتاعب “سائقون يلحون بالطلب على كمية أكبر من الكمية المحددة” وهي “وفق تعليمات وزارة النفط والثروة المعدنية 20 ليترا”.
وعن كيفية إقناع الزبون بما يستحقه يقول: “نتعامل بهدوء ونبلغه هناك تعليمات بدنا نمشي عليها حتى كل الناس تعبي.. بعض الناس تشكرنا”.
بابتسامة عريضة قبل أن يمضي بسيارته شكر وسام الكبة عامل محطة وقود حكومية بعد أن حصل على 20 لترا ويقول من خلف مقود السيارة بينما ينظر إلينا من تحت نظارة سوداء: “الوضع افضل.. انتظرت أقل من نصف ساعة وأخذت مخصصاتي” منوها بأن عمال المحطة يقومون بعملهم بشكل إيجابي من حيث التقيد بالدور وتزويد كل سائق بمخصصاته.
في محطة حكومية أخرى يحاول العامل يزن السيد 24 سنة إقناع سائق سيارة سوزكي في الستين من عمره أنه عبأ مستحقاته قبل يومين وليس لديه مخصصات الآن بعد أن قام بمسح بطاقته على جهاز البطاقة الذكية.
ويوضح يزن أن أكثر ما يواجهه عمال المحطة هو إقناع بعض أصحاب السيارات أنه لا يمكن تعبئة أكثر من 20 لترا في التعبئة الواحدة.. فعبارة “اذا فيك تعبيلي فوق العشرين” هي أكثر العبارات التي اعتدنا على سماعها واستعدينا للإجابة عنها.. يقول يزن الذي يعمل منذ سنة في المحطة ويتابع دراسته الجامعية سنة ثالثة حقوق