كتب عصام الصافتلي
أنا لا أملك سيارة، ومعاناتي الحالية أقل من معاناة أصحاب السيارات، فيما يخص موضوع البنزين، واستعمل للتنقل سيارات التكسي التي بدأت تزيد الأسعار بحجة عدم توفر البنزين، وبدأت أراقب ما يحدث وأرى الازدحام و الطوابير الطويلة على محطات الوقود، وتابعت بدقة تفاقم الأزمة بعد نشر خبر ثبت فيما بعد أنه لم يكن صحيحا حول رفع اسعار البنزين وحسب معلوماتي هناك محاسبة شديدة لمن نشر الاشاعة وتسبب بإرباك كبير.
السؤال البسيط الذي ارغب بطرحه هل جميع من كان يقف في الطوابير الطويلة من اصحاب السيارت ولمدة تتجاوز الست ساعات لتعبئة 20 لتر كان بحاجتها حينها؟
هل كانت جميع السيارات على وشك نفاذ الوقود منها؟
أم كان مؤشر الوقود فوق المنتصف بقليل؟
أم هي حالة غريزية احترازية وخوف سببه مجهول من انقطاع المادة، أظن لو اقتنع المواطن بما كان في سيارته من بنزين وانه سيكفيه ليوم او يومين كان سيخفف من الازدحام إلى النصف الذي تسبب به الجميع ودون معرفة وادراك للأسباب الحقيقة.
وأقول نحن في معركة اقتصادية وعسكرية واعلامية وحصار معلوم يعلنه العدو بكل صراحة وباتت الخطط البديلة للحرب العسكرية تظهر الواحدة تلو الأخرى.
دولتنا صبرت تسع سنوات وقاومت وانتصرت، وصبرنا معها في الحرب وكنا جميعا جنودها، ألا نستطيع أن نقدم اليوم المزيد من الصبر، بسبب معركة بنزين في جزء كبير منها هي للكثيرين من مظاهر الترف ولاسيما السيارات الفارهة، الا نستطيع الصبر لعدة أيام ونخفف من الاستهلاك حتى يتوازن السوق؟
كثرت الأصوات التي تهاجم الدولة ووزارة النفط ومؤسساتها، فلو بحثنا عن من يقف خلف هذه الأصوات لوجدنا أن جزء كبير منهم هم الموردين الذين قصروا بتنفيذ تعهداتهم لتأمين المادة، فهل تبرير التقصير والعجز يكون بمهاجمة الحكومة.
ومن يطلق الشعارات الرنانة والبراقة التي تخفي بين ظلالها السم القاتل ويقول تعالوا نتحدث بشفافية، ولنعلن على الملأ ماذا نملك، وكم لدينا في المخازن والمستودعات!
هل الشفافية أن نقدم للأعداء اسلحة جديدة لتحاربنا بها وتخرقنا وتثير الفتن في غير زمانها المناسب ونحن نمر بمرحلة دقيقة
هل المطلوب أن نقول كم نملك من ارصدة وكم بقي لدينا من حبات القمح؟
هل تحت ستار الشفافية يجب أن نكشف عورتنا للأخرين ونقدم خدمة مجانية للأعداء
أعتقد أن هذا كلام غير وطني وغير مسؤول
هل الشفافية مناسبة في كل وقت وظرف وحين؟؟؟
في معظم الأوقات كنا قريبين من الحكومة ومن مراكز صنع القرار وفي قلب الأحداث، وللأمانة أقول ليس بالإمكان قول كل شيء في أي وقت وزمان، ورغم النقد اللاذع وفي بعض الاحيان الشتائم وبالأسماء المعلنة لعدد من الوزراء والحكومة، تم التصرف بحكمة ووعي وصبر، وبهذه الطريقة تجاوزنا الكثير من الأمواج العالية والعاتية وتجاوزنا المرحلة الصعبة.
انا اظن أنه كما وقف الجندي مع الدولة وجرح واستشهد، وكما صبر الموظف والطالب، ووقف الجميع خلف الدولة في أصعب الظروف وأحلكها يجب على اصحاب السيارات وهم على الاغلب مواطنين صالحين الوقوف مع الدولة بتخفيف الشكوى والنقد والتحريض وتخفيف الاستهلاك قليلا، عندما يكون هناك شح في المادة مالذي يمنع من تقليص الحركة الغير ضرورية ريثما تمر هذه المرحلة الصعبة
أن نكون مع الدولة ليس بالكلام والتنظير فقط في المجالس وعلى الفيس بوك وبوجود الاراكيل والمكسرات وتحت المكيفات
نحنا نعلم جميعا حقيقة الامر أنها الحرب والحصار الخانق الذي تشنه قوى الاستكبار علينا ونحن للأسف نساعدهم بغير قصد ومعرفة!
يجب أن نكون كلنا يد واحدة في معركة الصمود.