ألقى فرع الأمن الجنائي بدرعا القبض على أحد أفراد عصابة كانت تعد لتهريب كميات كبيرة من الآثار عبر وسطاء في دول الجوار عملت على مدار العامين الماضيين مستثمرة حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي عمت المحافظة أثناء سيطرة التنظيمات الإرهابية على أرياف درعا.
وبين العميد عبد القادر سلطان رئيس فرع الأمن الجنائي في درعا أنه بعد التحري عن معلومات حول قيام مجموعة من الأشخاص بالتنقيب السري عن الآثار وتجميعها وبيعها لأشخاص يعدون لتهريبها خارج سورية قام عناصر الفرع بإلقاء القبض على أحد أفراد العصابة وتمت مصادرة آلاف القطع الأثرية تعود لمختلف العصور التي مرت على المنطقة إضافة إلى قيمتها المادية فهي مصنوعة من الذهب والفضة والبرونز فضلا عن الفخاريات والأختام الحجرية.
وأفاد أحد أفراد العصابة بأنه كان يشتري هذه القطع من أشخاص قاموا بالتنقيب عنها وجمعوها من عدة مناطق في المحافظة لافتا إلى أنه كان يتواصل مع أحد تجار الآثار غير الشرعيين وهو سوري مقيم في السعودية بغية تهريب الآثار بالتعاون معه واستمر بالعمل مع بقية أفراد العصابة المتوارية عن الأنظار حتى الآن قرابة عامين تقريبا.
رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد نصر الله أوضح أن الدائرة تسلمت اليوم القطع الأثرية المضبوطة وسيتم تسجيلها أصولا ضمن سجلات الدائرة موضحا أن هذه القطع عبارة عن مجموعة كبيرة من النقود الذهبية والبرونزية والنحاسية ذات الأقطار والأحجام المتعددة والعائدة لعدة عصور تاريخية إضافة لمجموعة من القطع الفخارية والزجاجية وأوان متعددة الأحجام والأشكال ومصاغ ذهبي مكون من أساور وخواتم وحلق وأختام مسطحة وأسطوانية تعود لمراحل تاريخية مختلفة.
ولفت نصر الله إلى أنه مع عودة الاستقرار إلى محافظة درعا نجحت الجهات المختصة في شؤون الآثار بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بإحباط أكثر من عملية تهريب واستعادت عشرات القطع منوها بالوعي لدى الأهالي الذي لعب دورا في الإبلاغ عن كل ما يثير الشك و كان له أثر مهم في الحفاظ على تاريخ و هوية المحافظة من النهب والاندثار.