كتب د ناصر قيدبان
تنتشر على طول الشريط الساحلي لسورية وداخل المدن والقرى العديد من المشاريع المتميزة، خاصة في مجال التنمية السياحية. فيكفي المستكشف الوقوف بموقع ذي مقومات طبيعية وثقافية مميزة، ليجد الورش الكبرى تراعي المقومات الطبيعية والخصوصيات الثقافية والبيئية لذلك المكان. تلك الورش تشمل المحطات السياحية الشاطئية والفنادق ، وكذلك الشقق السياحية والمطاعم ومراكز الترفيه والاصطياف.
فمستقبل المناطق السياحية بسورية يبدو مثيرا للاهتمام، مع وجود مشاريع كبيرة ومتنوعة، بما في ذلك داخل المدن الصغرى. فالشركات. المتخصصة في مجالي السياحة والنقل والخدمات في سورية ، والتي يمكنها ان تجعل من تطوير وتأهيل المواقع السياحية أحد مرتكزاتها الكبرى، تسعى إلى تحويل عدة مدن وقرى سورية إلى فضاءات سياحية دون المس بمقوماتها الطبيعية والثقافية في تكامل تام بين عناصر الطبيعة والثقافات المحلية من خلال مجموعة من البرامج والمشاريع من خلال تبنيها مفهوم الهندسة السياحية .
رافعة للتنمية المستدامة
تلعب الهندسة السياحية، التي تعتبر تطورا مهما سواء من حيث الآليات أو الوسائل، دورا هاما في إنجاز تلك المشاريع والبرامج مع مراعاة تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث والطبيعة أو دعم التنمية المحلية. فلا شك أن التخطيط لهذه المشاريع السياحية يراعي التآلف مع الطبيعة، والاستغلال الأمثل لعناصرها، وخلق الإحساس بالحرية، وتوفير الراحة النفسية للسائح، من خلال اختيار المواقع ذات المواصفات المميزة، بالاعتماد، أساسا، على عناصر الجذب الطبيعية والثقافية والاجتماعية التي تميزها.
ويجب ان يتجاوز الدور الاساسي للشركات السورية المتحصصة بالسياحة والنقل والخدمات في تحويل المناطق الطبيعية والثقافية المتميزة إلى فضاءات للراحة والاستجمام والترفيه مع الحفاظ على مؤهلاتها ومميزاتها الطبيعية والثقافية"، مضيفة أن ذلك "يراعي إشراك جميع الفاعلين، وجلب المستثمرين، وتحديد المشاريع وبلورتها وفق منهجية تفعـيل دور المؤسسـات والمجتمع المدني في الحفاظ على التراث الطبيعي والعمرانـي لتحقيـق التنميـة السـياحية المستدامة".
فالهندسة السياحية، وفق استراتيجية هذه الشركات ورسالتها وهدفها ، تتجاوز النظرة المستقبلية إلى موقع طبيعي أو إلى تراث ثقافي؛ فهي "الاستغلال الأمثل للمواقع السياحية من خلال الحفاظ على المقومات الطبيعية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وإدارة كل الموارد المتاحة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو جمالية أو طبيعية، من خلال التعامل الإيجابي مع المعطيات الطبيعية والتراثية والثقافية" غير أن الهـدف ليس هو تحقيق عائد اقتصادي على حساب الموارد الطبيعية والمجتمع المحلي، ولكن مراعاة الظروف الاجتماعية والثقافية والبيئية للمواقع السياحية من خلال استغلال عقلاني لجميع الموارد المتاحة كيفما كانت طبيعتها"