سيريانديز – طهران رئيس التحرير – دمشق آية قحف
افتتح الملتقى الاقتصادي السوري الإيراني اليوم في مقرغرفة التجارة والصناعة والزراعة والمناجم في طهران بمشاركة 50 رجل أعمال سوري وحوالي 250 رجل أعمال ايراني من ممثلي كبرى الشركا ، وأثمر الملتقى عن توقيع اتفاقية تأسيس غرفة التجارة المشتركة بين البلدين .
وألقى أمين سر اتحاد غرف التجارة السورية رئيس الوفد محمد حمشو كلمة عبر فيها عن مدى سروره بالتواجد في هذا الملتقى المتزامن مع انتصارات الجيش العربي السوري على قوى الشر والظلام بقيادة الرئيس بشار الأسد ، لافتا إلى أن هذا الانتصار تحقق بمساعدة الحلفاء وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، مجلا دماء الشهداء الإيرانيين التي امتزجت مع دم القوات المسلحة السورية .
وأوضح حمشو بأن الوفد هو من كبار رجال أعمال القطاع الخاص من جميع المحافظات السورية ، لذلك لابد من الارتقاء بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين لتماثل علاقتهما السياسية المميزة ، منوها إلى ان القيادة السورية الحكيمة أعطت أولوية الاستثمار والقيام بالمشاريع للدول التي ساعدت سورية في حربها ضد الإرهاب و على رأسها ايران، مرحبا بالشركات الإيرانية الحاضرة بالملتقى والتي أكثرها يعمل في مجال إعادة الإعمار .
ولفت حمشو إلى أنه قبيل الحرب كان هناك تجارب استثمارية في سورية من قبل الجانب الإيراني بالشراكة مع القطاعين العام والخاص المتمثل بالشركة السورية الإيرانية سيامكو لصناعة السيارات وشركة سيا وعسكريان لصناعة الزجاج ، لذلك يجب تذليل العقبات و التحديات من خلال الرسالة التي جاء بها الوفد المشارك بدعم من الحكومة السورية للارتقاء إلى مستوى العلاقات السياسية ، إذ سيقدمون ما يستطيعون لتجاوز العقوبات المفروضة على البلدين من خلال الشراكة بينهما .
وأضاف حمشو بأنه في سبيل تعزيز وتوطيد العلاقات بين البلدين بأن يتم تأسيس شركة قابضة مشتركة سورية ايرانية ينضوي تحتها شركة نقل وشركات مقاولات ومصارف مشتركة وشركات تطوير عقاري ، مشيرا إلى أن التجارة البينية بين سورية وايران جدا متواضعة وذلك بسبب العقوبات ، لذلك لا بد من حلول لتعزيز الاسواق من خلال تذليل عقبات الاتفاقيات السابقة ومنها اتفاقية وقعت عام 2011 شملت الخصوم الجمركية بين البلدين البالغة 4 % ، مشيرا إلى أنه في بعض الدول العربية تكون نسبة الجمارك صفرا فكيف بين سورية وايران ؟ ، إذ يتم السعي ليكون هناك إعفاء تاما للرسوم الجمركية بين البلدين .
وختم حمشو بالقول بأنهم كاتحاد غرف تجارة سورية على استعداد لتلقي أي مذكرة من شأنها أن تعيد تطوير العلاقة التجارية البينية والاستثمار المشترك بين البلدين ، متمنيا باستمرار اللقاءات بين غرف التجارة والحكومة وتعزيزها من خلال التفعيل العملي .
وأشار السفير السوري في ايران عدنان محمود إلى أن المعلومات المضمنة بأن هناك شركات سعودية وتركية ستشارك في عملية إعادة الإعمار في سورية لا أساس لها من الصحة على الإطلاق ، منوها إلى ان الدولة السورية اكدت بلسان السيد الرئيس بشار الأسد بان الدول التي دمرت سوريا لا جق لها بإعادة الإعمار ، إذ إن السعودية وتركيا كانوا شركاء في دعم الإرهاب على سوريا .
وخلال الاجتماع في غرفة تجارة إيران الذي انتهى بتوقيع اتفاقية تأسيس الغرفة المشتركة بين البلدين ، صرح رئيس الغرفة المهندس غلام حسين الشافعي لسريانديز بأنهم يدعمون كل أعمال التجارة الرسمية التي تتبلور بين البلدين ، أما التجارة غير الرسمية المتمثلة بالشركات التي تستغل العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين لتقدم سلعة بسعرأعلى وجودة أقل سيتم ضبطها وتقليلها من خلال غرف التعاون المشتركة المستحدثة ، التي تضم لجانا لحل الخلافات و التحكيم ، مشيرا إلى أنه تم ملامسة أخلاقا غير تجارية ينبغي التصدي لها من خلال عمل اللجان ، مؤكدا على عدم السماح لبعض الأشخاص غير المحترفين بأن يساهموا بعمل تجاري يخل بالتعاون بين البلدين وهذه الخطوات سيتم ترجمتها عمليا ليكون التعاون شفاف ونزيه ،إضافة لأن الأشخاص المهنيين المحترفين يجب أن يدخلوا على خطوط العمل ، مع أهمية دور غرف التجارة بقيامها باجتماعات مستمرة واقتراحها أشخاصا للغرفة الأخرى لتنمية التعاون بين البلدين .
ولفت رئيس لجنة تنسيق العلاقات السورية الايرانية الاقتصادية والمتشار الأول لنائب رئيس الجمهورية حسن دانائي فر إلى أن التغييرات السياسية التي سعوا لها في سورية لتغيير النظام فشلت ، وأثبت ذلك بأت التعاون بين البلدين أثمر نتائجه ، مبينا بأن هذه الفترة هي ما بعد داعش والإرهاب المؤجر والمستورد من الخارج ، ولكن هذه المرحلة تم تجاوزها ومن الضروري البدء بعمل اقتصادي بسوية التعاون العسكري الأمني ، ، مشيرا بأن إيران على أتم استعداد للتعاون في كل المجالات والانتاج المشترك ، مع الدعم المشترك للسياسات النقدية والتعاطي بالعملة المحلية ، لذلك نوقش هذا الموضوع مع حاكم المصرف المركزي الإيراني للعثور على آلية لإقامة مصارف مشتركة ، وتسجيل الشركات في البلدين واستحداث شركات للشحن البري الجوي البحري إضافة لإقامة غرفة التجارة المشتركة .
من جانبه ، بين رئيس غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة فى إيران مسعود خوانساري أنه سيتم ارسال مهندسيين ايرانيين للمساهمة في عملية إعادة الإعمار في سورية مع الاهتمام بالاقتصاد في الشركات الخاصة الايرانية للمساهمة الفاعلة في هذه المرحلة ، إذ أعطت الحكومة السورية الأولوية لإعادة البنى التحتية والمشاريع التنموية ، مؤكدا ان الدول التي شاركت في دعم الإرهاب لا مكان لها لي مرحلة إعادة الإعمار ، مضيقا بأن الأهمية تكمن في تحديد الأولويات الاستثمارية والاقتصادية وماذا يحتاج كل سوق ، لذلك دعا القطاع الخاص في ايران لمشاركة حاضرة في سورية و الاستفادة من الطاقات الكامنة .
وأشار خنساري إلى أن انتصارات الجيش السوري والقوى الرديفة أوجدت الأرضية المناسبة لإعادة الإعمار ووضع خريطة عمل للاستثمارات المشتركة ، مع استثمار اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين والعمل على تأسيس شركات تجارية للربط التجاري ، مبينا بأن سورية وايران اعتبرت القطاع الخاص شريكا أساسيا في مختلف الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين ، لافتا أنه إذ لا بد من توفير التسهيلات المصرفية والتعامل بالعملة المحلية مع تاسيس خط نقل بري وبحري وتنظيم المعارض والمؤتمرات إضافة لتعديل قوائم السلع المستثناة من اتفاقية التجارة .
بدوره أوضح بختياري بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين 160 مليون دولار وهو ضعيف نسبيا ، لذلك لا بد من السعي للتطوير من خلال إقامة مصارف مشتركة وتبادل الزيارات بين رجال الإعمال وتأسيس شركات مسجلة في سورية ،معبرا عن استغرابه بعدم انعقاد ملتقيات كهذه من قبل ، إذ من الضروري اغتنام الفرصة اليوم لرسم خطط العمل .
وكان الوفد السوري برئاسة محمد حمشو أمين سر اتحاد غرف التجارة وصل مساء أمس إلى طهران على متن شركة "أجنحة الشام الخاصة للطيران"
هذا وأشاد أعضاء الوفد بالدور الكبير للشركة الوطنية "أجنحة الشام" كداعم للعديد من الملتقيات والمؤتمرات خارج القطر، من خلال تميزها الكبير خلال الأزمة.