رسام محمد
نكاد نجزم أن أكثر من نصف السوريين يتابعون بشكل أو بآخر كأس العالم بكرة القدم التي تحتضنها روسيا حالياً..
حتى من ليس لديهم اهتمامات رياضية تشدهم المباريات والتنافس المحموم الذي كان لمنتخبنا فرصة نادرة للوصول للنهائيات..
لن نتحدث عن الحالة الوطنية التي خلقها والتي وحدت الشعب السوري ورفعت اسم سورية عالياً.. سنتحدث عما تحتاجه سورية لإعادة الاعمار في البشر والحجر .
قد يقول قائل: وما علاقة كرة القدم بإعادة الاعمار؟!
نعود لإعادة إعمار المانيا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية ثم عادت أقوى من السابق بهمة شعبها بالدرجة الاولى كان وزير الاقتصاد آنذاك واسمه ايرهارد يقول دائما: نجاح الاقتصاد في معظمه يعود لاسباب نفسية، الرابط بين الأمرين ان إعادة إعمار البشر والحجر تتطلب حشد همم الشعب السوري وخلق حالة نفسية تشجع الانتاج و الاستثمار وتجعل كل مواطن معني بل ومستفيد من مساهمته..
كرة القدم حامل رئيسي لأي رسالة محلية او عالمية.. آليات التأثير التي تخلقها كرة القدم أقوى من ألف اطروحة او خطاب او خطط خمسية!
كرة القدم تجعل مواطناً سورياً يضحك ويبكي ويقفز في الهواء لأجل فريق لا يمثله وتشحنه نفسياً بصورة مذهلة..
كرة القدم اوصلت البعض لرهانات مدمرة بسبب تعلقهم بها.. هي عالم بسيط ومعقد بوقت واحد ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تجد ضالتها في جمهور كرة القدم فتراها تحولت حالياً لملعب آخر غير الارضية الخضراء..
علينا ان نفهم آليات التواصل والتأثير التي نراها اليوم في كأس العالم لنستفيد منها في حشد الشارع السوري ليكون مع الاعمار مع القيم العليا ضد القيم المدمرة وخلق طرق التأثير لنبدأ عملية البناء .