جيّر إجازته في علم النفس الحاصل عليها من إحدى أهم جامعات أوروبا بعمله، محاولاً الاستفادة أيضاً من مهنته الأساسية "جوهرجي" بالبحث في أعماق المجتمع وتفاصيله واكتشاف نفسيات الناس كي يسبر هذه الأغوار ويقدم مادة درامية بالاتكاء على دراسته.
تجربته الأولى في كتابة مسلسل "امرأة من رماد" لم تكن موفقة رغم تنفيذها بكاميرا المخرج نجدت أنزور كون الظروف الإنتاجية التي سخرت للعمل من قبل المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني لم تكن كافية وبالمقابل لم تتح له جهة أخرى توفر شرط أفضل، بالتالي يعيد الكاتب جورج عربجي تجربته مع الجهة الحكومية في مسلسل "روزنا" (إخراج عارف الطويل) مستفيداً هذه المرة من المكانة المهمة لمحافظة حلب، عاصمة الشمال والطرب والاقتصاد السوري في وجدان الوعي الجمعي للسوريين والعرب عموماً، إذ يقدم عبره حكاية تعتمد على هذه المدينة من خلال قصة عائلة سورية تقطن في حلب، مسلطاً الضوء على التبعات الاجتماعية التي واكبتها بعد أن تغيرت أحوالها، وانتقلت من الغنى إلى الفقر و الحاجة، وبالرغم من وجود بعض الهفوات الاخراجية الواضحة بالعمل إلا إن الحكاية استطاعت أن تطغى على ذلك وتفرض وجودها وتسوق لشخصياتها بشكل صحيح.
وما يحسب للكاتب أيضاً هو التكنيك الجديد الذي استخدمه بكتابة السيناريو وتكرار طريقة الخطف بالزمن خلفاً "الفلاش باكس المتعددة" الذي يمر بسلاسة وبطريقة غير مربكة لكنه يحتاج إلى ضبط إخراجي أعلى من ذلك.
المفاجأة كانت ظهور اسم الكاتب على الشارة بطريقة غير لائقة بالجهد الذي بذله في العمل وهذا يعتبر ظلم بحقه كونه شريك أساسي بالمشروع، وكذلك الأمر بالنسبة لمغنية الشارة ميادة بسيليس بعد أن وضع اسمها على شارة النهاية ما دفعها الى الاحتجاج الى أن تم التعديل.
إذاً نحن أمام موهبة لا بد أن تكون خلاقة في المستقبل، بانتظار أن تنال حقها بطريقة صحية أكثر مما هي عليه.