بقلم :يونس الناصر
كثيرا ما يحدث بأنك تراجع دائرة رسمية لقضاء أمر ما , و تحتاج توقيعاً من مسؤول ما , فيقال لك بأن هذا المسؤول باجتماع الآن .. ضع طلبك الآن و عد فيما بعد لأخذه ..
و كثيرا ما نسمع بأن المسؤول ( الكبير) الفلاني عقد اجتماعا أو أن المسؤول ( الكبير ) العلاني زار إحدى الجهات التابعة لسلطته و عقد اجتماعا مع إدارتها ووجه بكذا و كذا .
عند النزول إلى مستويات إدارية أدنى في هيكلية الهرم الإداري و ضمن الوحدة الأساسية و أعني عدد من مؤسساتنا العامة , نجد الاجتماعات تتنوع و تختلف أغراضها و الهدف منها ( مجلس إدارة لهذه المؤسسة أو المجالس الإنتاجية و ربما بسبب تسميتها إنتاجية لاحظنا بأنها تضاءلت كثيرا في السنوات الأخيرة في أغلب المؤسسات أو غابت كليا , أو اجتماعات تتبع تنفيذ لأعمال هذه المؤسسة أو تلك و تضم إدارات هذه المؤسسات مع من هم في ولايتهم الإدارية حكما ) , تليها اجتماعات اللجان المختلفة و فنية و مالية و سواها من اللجان المتخصصة .
و يستمر تدفق سيل الاجتماعات ليصل إلى اجتماعات الإدارات الفرعية مع رؤساء الدوائر و الشعب لتنفيذ أوامر الإدارات العليا أو وضع الخطط المناسبة لتنفيذ الأعمال المكلفين بها من قبل هذه الإدارات .
اجتماعات ... اجتماعات .... اجتماعات ... اجتماعات .... حتى يخيل للمواطن منا , بأن المسؤول لا عمل له سوى الاجتماعات
في عصر تكنولوجيا الاتصالات أصبح أصحاب المقامات الرفيعة يبرمجون هواتفهم الجوالة للرد الآلي : أنا باجتماع سأتصل بكم لاحقاً !
لو قامت شركة للبيانات فرضاً بإجراء استطلاع لعدد الاجتماعات التي يعقدها عدد من مسؤولي القطاع الحكومي في اليوم الواحد لكان الرقم صادما، و أقول في القطاع الحكومي لأن هذا الأمر أو هذه الاجتماعات لا تسري على القطاع الخاص لأن كل موظف في هذا القطاع يعرف واجباته و حقوقه و يسعى للبروز و التميز و الذي حكما سينعكس على وضعه الوظيفي بالترقية الوظيفية و المالية
وفيما يخص الاجتماعات ( غير المبررة ) أسوق مثالا عن رئيس مجلس إدارة إحدى المؤسسات الأوربية الكبرى و الذي كان مريضا يوم الاجتماع و لكنه كان مصراً إصراراً على الذهاب, رغم إعيائه الشديد، وعند سؤال زوجته له عن سبب إصراره على حضور الاجتماع، و هل من الضروري حضوره ؟ فكانت إجابته : هذه هي المشكلة فأنا أخشى أن يكتشفوا بأن حضوري ليس ضرورياً ؟!