سيريانديز- آية قحف
ظواهر سلبية انتشرت في المجتمع السوري، تفاقم بعضها نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد وتداعيات الأزمة، ومنها ظاهرة " أطفال الشوارع " التي عكست الواقع المزري الذي تعرض له الطفل السوري بعد الحرب ، على الصعيدين النفسي والجسدي، ما دفع مجموعة من المتطوعين والمتطوعات ترواح عددهم بين 235 و 250 متطوعا إلى التطرق لهذه القضية متمثلين بمشروع (سيار) .
وللإضاءة على تبعات الظاهرة صرحت لوليا الشطي منسقة المحافظات السورية والأنشطة في مشروع سيار لـ /سيريانديز/ بأن بداية المشروع كانت نهاية عام 2013 وبداية ال 2014 ، إذ كان الهدف الأساسي منه مناصرة أطفال الشوارع والمتسربين من المدارس والعاملين في التسول من قبل شبكات منظمة تستغلهم، لانه يركز على الشق التنموي للطفل من خلال القيام بأنشطة تفاعلية تعليمية وتوعوية لهم وذلك من أجل تطوير مهاراتهم .
وأكدت لوليا بأن البداية كان يتخللها شيئا من الصعوبة ، حيث تم استقطاب الأطفال عن طريق التواصل الكلامي وتقديم بعض الهدايا البسيطة لهم من أجل كسب ثقتهم ودفعهم للقبول بالانضمام للمشروع ، مبينة بأنه تم رصد العديد من المخاطر التي يعانون منها بعد الاحتكاك معهم أهمها ( الشذوذ ، الإدمان على مادة الشعلة وهذا أغربها ،التحرش الجنسي، العمالة ، التدخين ، الأمية ، تجارة الرقيق وغيرها ) .
ولفتت الشطي إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كانت داعمة للمشروع فقد قدمت لهم العديد من التسهيلات ومنها الموافقة على العمل في المحافظات السورية ، ومزاولة عملهم في الشوارع ، ولاحقا بموجب قرار من الوزارة سمح لهم بإقامة الأنشطة في المراكز الثقافية .
وأشارت إلى ان التعامل مع الطفل له خصوصيته إذ يخضع متطوعنا لرحلة تدريبية عبارة عن 4 جلسات قبل أن يتمكن من النزول إلى الشارع ، كما لفتت إلى أنهم كونوا دليلهم الخاص المدروس من قبل الخبراء و المختصين بعد دراسة أوضاع الطفل ، ويتألف الدليل من محاور عدة هي( محور الامية والتعليم ، التوعية ، العلاج عن طريق الفن وهذا المحور يميز سيار عن غيره لأنه يدرس سلوك الطفل ويعرف احتياجاته ويخطط لحلول لها ثم ينطلق لمعالجتها عن طريق كافة أدوات الفنون المختلفة ) .
من جانب آخر ، أشارت هنادي طنطه مسؤولة التقييم والمتابعة في (سيار) إلى أنهم استهدفوا طفل الشارع لأنه مسلوب الحقوق ، حيث وضحت بأن هناك العديد منهم فاقدين الأمل في الحياة بسبب حالات الإدمان والتشرد والنظرة الدونية من الناس ، منوهة إلى أن أنشطتهم حققت استجابة جيدة نوعا ما ،فقد استطاعوا الـتاثير فيهم حتى ولو بشكل محدود ، أملين بتحقيق نتائج على المدى البعيد .
ووضحت طنطه أنهم يعانون من ضعف في التمويل والسبب هو عدم الايمان بقضيتهم ، لافتة إلى أن أغلب الدعم المقدم من الجمعيات والمنظمات الدولية يكون لمؤسسات وليس لمبادرات ، لذلك يمكن القول بأن تمويلهم ذاتيا إذ لا يقبلون تبراعات مادية وإنما عينية مثل القرطاسية من ألوان وأوراق وغيرها ، ويسعون أيضا للتواصل مع بعض الجمعيات لتأمين ثياب وطعام للأطفال ولا سيما في فترات الأعياد.
ونوهت بأنهم يطمحون للانتشار على نطاق أوسع في المحافظات السورية، آملة بوجود مركز داخلي للأطفال مجهز بكافة ما يحتاجه الطفل لإعادة تأهيله من جديد بهدف إعادة دمجه في المجتمع كانسان طبيعي يستحق الحياة الكريمة التي خلق من أجلها .
ورأت بأن الجلسات الأسبوعية لمدة ساعتين غير كافية لتنمية هذا الطفل لأنها وجدت أطفالا مبدعين سواء في الرسم أو الموسيقى وغيرها ويجب الإشراف عليهم بشكل مستمرلتعزيز مواهبهم ، كما أنهم يشبكون مع جهات لتعليم الحرف والمهن لمن يترواح عمرهم بين 15 و16 سنة، وهذا يمكنهم من مزاولة عمل بعد الانهاء من تدريبهم .
وختمت بالقول بأنها تدعو المجتمع المحلي إلى تضافر الجهود لتتسع المبادرة لتقديم الدعم لأكبر عدد ممكن من الأطفال .