احتفى عشاق الفن مساء أمس بمعرض تناغم الحياة للفنانة عبير الأسد الذي افتتح في صالة المعارض بدار الأسد للثقافة والفنون ..
المعرض يشبه اسمه بحق والفنانة أعطت من ريشتها وروحها بكل إخلاص ليتناغم الفن مع الحياة..
ولم يكن حضور كل من الدكتور محسن بلال عضو القيادة القطرية لحزب البعث والسيد محمد الأحمد وزير الثقافة مجرد عبور بروتوكولي ،بل بدا من وجهيهما وانفعالاتهما صدق التذوق وفرح التلقي،ومثلهما مثل كل من زار المعرض..
حسب "سانا"يتضمن المعرض 37 لوحة زيتية بأساليب تنوعت بين الواقعي والانطباعي والتعبيري حيث كانت العجينة اللونية أحيانا كثيفة وبهارموني لوني قوي ومتقشفة في لوحات أخرى مع هدوء في الألوان لصالح سطح اللوحة الخام جسدت الفنانة من خلالها مواضيع الطبيعة والطبيعة الصامتة والبيوت الدمشقية والبورتريه وبأحجام تفاوتت بين الكبير والمتوسط والصغير.
وعن حبها للفن قالت الفنانة عبير في تصريح لـ سانا “الرسم موهبة فطرية كانت معي منذ الصغر حيث كنت أرسم لوحات حائطية وجربت أغلب أساليب الرسم ومنها الكاريكاتير وعند وصولي للجامعة كانت رغبتي بدراسة الفن لكن الظروف جعلتني اتوجه لدراسة الاقتصاد من دون أن يتوقف حبي وتعلمي للرسم فاستمرت موهبتي من خلال الدراسة الخاصة مع الفنان الراحل ميلاد الشايب”.
وتابعت الفنانة عبير “طبيعة عملي جعلتني أعيش عدة سنوات خارج سورية ومنها فترة في جنيف حيث الطبيعة الخلابة التي حفزت موهبتي وجعلتني أرسم أكثر فقدمت معرضين للوحاتي بلندن وبراغ تضمنا لوحات عن سورية والفن الشرقي” مبينة أن تشجيع محيط عملها من خلال اقتناء الأعمال كان دافعا للاستمرار دائما في عالم الفن.
وأوضحت الفنانة عبير أنها بعد عودتها لسورية منذ عامين في ظل الحرب الظالمة التي تتعرض لها كانت مشاعر الحزن والأسى لدى الناس واضحة ما دفعها للتعبير عن هذه الحالة من خلال الفن بشكل إيجابي لافتة إلى أنها عكست هذا الحزن بطريقة جمالية تعطي الحب والتفاؤل.
ولوحات المعرض حسب عبير ضمن سلسلة مترابطة بدأت برسمها عام 2013 تعكس تناغم الحياة وتؤكد أن سورية منتصرة والحرب وصلت إلى نهايتها.
الفنانة التي تهوى رسم الطبيعة وتطمح في الوصول إلى العالمية التي تعبر عن روحها السورية بينت أن جزءا من ريع المعرض سيعود لصالح دعم جرحى أبطال الجيش العربي السوري الذين لولاهم ما كان هناك امكانية لممارسة الحياة والفن.
التشكيلي عبد الله أبوعسلي الذي حضر افتتاح المعرض قال “لفت انتباهي عدد من اللوحات التي اعتمدت فيها الفنانة الاسلوب الانطباعي التعبيري في تقديم الطبيعة بما حوته من حس عال بانطباع اللون و التقنية والاشتغال على سطح اللوحة وهي أعمال تستحق الوقوف عندها و التمعن فيها بشكل عميق”.
الشابة عفراء بركات عبرت عن اعجابها بلوحات المعرض وقالت “أغلب الأعمال طغى عليها الهدوء والتناغم في الألوان مع بعض المساحات المضيئة التي غلب عليها اللون الارجواني وخاصة في مواضيع الطبيعة”.
والفنانة عبير الأسد تحمل إجازة في إدارة الأعمال من كلية الاقتصاد في جامعة دمشق وماجستيرا في العلوم الدبلوماسية من جامعة ويستمنستر البريطانية اتبعت عدة دورات تدريبية في مجال الفنون التشكيلية وأقامت معرضا فرديا في مبنى البنك العربي البريطاني بلندن عام 2008 وشاركت في معرض جماعي بمبنى الأمم المتحدة بجنيف عام 2009 كما شاركت في بازار للسيدات الدبلوماسيات لصالح الأطفال المرضى في براغ عام 2014 وأعمالها مقتناة في سورية وعدة بلدان.