خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
ما لاحظناه في الفترة الأخيرة الاهتمام الخاص الذي توليه الحكومة لقطاع صناعة المعارض وتقديمه إلى المراتب الأولى في سلم أولوياتها، وكذلك تقديم الدعم له من مختلف الجوانب ، والتوجيه لتنشيطه بمختلف الطرق ، فإلى أي حد تعد هذه الصناعة داعمة للاقتصاد الوطني وللصناعة المحلية على وجه الخصوص وما طرق الدعم التي تقدمها الجهات الحكومية ومن أكثر الجهات مستفيدة من هذا الدعم ومن هي المهملة.. وما المتغيرات التي طرأت على هذا القطاع منذ تاريخ نشأته ...؟؟
بين الماضي والحاضر
«سيريانديز» التقت مدير عام المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس الكرتلي الذي أوضح أن صناعة المعارض هي صناعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي بدأت في سورية منذ عام 1954 مع أول إقامة لمعرض دمشق الدولي، والتخصصية منها أقيمت في بداية عام 2000 وأحدثت معها المؤسسة العامة للمعارض التي أوكل لها تنظيم المعارض ومنح الموافقات والصلاحيات لإقامة المعارض الداخلية والخارجية، لافتاً إلى أن هذا القطاع حظي فعلاً باهتمام خاص من قبل الحكومة في الفترة الأخيرة، وخاصة مع معرض دمشق الدولي بدورته في العام الماضي حيث تلقى المشاركون فيه دعماً كبيراً لجهة شحن بضائعهم المصدرة مجاناً وهذا الأمر انعكس إيجاباً في التخفيف من التكاليف وتحقيق الأرباح وزيادة نسبة المنافسة في الأسواق المستهدفة، وهي سياسة اتبعتها الحكومة في المعارض الخارجية التي اندرجت تحت مسمى صنع في سورية كنوع من الدعم للصناعة الوطنية .
وبين كرتلي أن أهمية هذه الصناعة تكمن في الترويج للمنتجات المحلية وعرض المنتجات المتشابهة في سوق مصغر وفتح باب واسع لتصريفها سواء أكانت هذه المعارض داخلية أو خارجية، وخير مثال على ذلك ماحدث في معرض صنع في سورية الذي أقيم مؤخراً في بغداد ومن خلاله استعاد المنتج السوري السوق العراقية التي تعد سوقاً هاماً بالنسبة لسورية، وفعّلنا من خلاله مذكرة تفاهم موقعة منذ عام 2011 بعد أن كانت معلقة، مؤكداً على أهمية المعارض الخارجية التي تعطي أفقاً للصناعة والاقتصاد بوقت واحد وخاصة معارض البيع المباشر، قائلاً: فعّلنا مذكرات التفاهم مع ليبيا والسودان والعراق والآن في صدد تفعيلها مع مصر والجزائر، وشاركنا بمعرض الخرطوم الدولي، وفي نيسان سيقام معرض للبيع المباشر في روسيا بالتعاون بين اتحاد غرف التجارة والمصدرين.
وأشار كرتلي إلى أن سورية كانت الثانية عربياً قبل الأزمة في مجال صناعة المعارض وتنافس دبي، ووصل عدد المعارض إلى 120 معرضاً ولكن تراجع عددها في 2012 إلى 30معرضاً وتوقف في 2013 ، وفي 2014 أقمنا 14 معرضاً وتنشطت حركة المعارض مع عام 2015 عن طريق بازارات البيع المباشر، وخطتنا لهذا العام إقامة 28 معرضاً على ارض مدينة المعارض ثبتوا منها حتى الآن 22 معرضاً، منوهاً أن من أهم طرق الدعم التي تقدمها المؤسسة قيمة الحجوزات حيث كنا قبل الأزمة نبيع المتر بـ 12 دولار أما الآن فلا يتجاوز سعر المتر 3 دولارات أي ما يعادل 1500 ليرة طوال فترة المعرض متضمناً الكهرباء ، وهذا المبلغ رمزي جداً وتشجيعي، بالإضافة إلى النقل المجاني التي تقدمه الحكومة لزوار المعرض حيث خصصت 5 باصات نقل داخلي لنقل الزوار في كل معرض.
وأوضح كرتلي أن خطة هذا العام للمعارض الخارجية تبلغ 14 معرضاً تستهدف العراق بالمرتبة الأولى وبقية الدول الصديقة، خاتماً نستطيع أن نقول أن صناعة المعارض عادت للحياة في سورية كداعم للاقتصاد الوطني.
الدعم لتخفيف التكاليف
وكذلك عضو غرفة صناعة دمشق ورئيس القطاع الغذائي طلال قلعة جي أوضح لـ «سيريانديز» أن المعارض وخاصة الخارجية منها تعطي طابعاً اقتصادياً جيداً وتخدم الأسواق والصناعة السورية وتزيد قيمة الصادرات ، وكذلك تقدم القطع الأجنبي وتحسن سير العملية الإنتاجية.
وبين قلعة جي أن الدعم الحكومي للمعارض يكمن في التخفيف من تكاليف نقل البضائع إلى المعارض الخارجية، وكذلك الشحن المجاني لعقود التصدير التي توقع في المعارض الداخلية، كما حصل في معرض دمشق الدولي، وكذلك معرض بغداد الذي أقيم مؤخراً تحت شعار صنع في سورية، لافتاً إلى أن التوجه حالياً إلى أسواق ليبيا والسودان والجزائر وروسياً وفي المستقبل إلى مصر، مؤكداً الكلام الذي قاله كرتلي.
نستهدف سوق السنغال
ولدى تواصلنا مع مديرة التسويق في شركة الحلو للمعارض باسكال خوري للاطلاع على رأي القطاع الخاص في المعارض والدعم الحكومي: بينت أن كل شركة لها هدفها المعنوي والمادي، ونحن كشركة الحلو هدفنا واضح تحت شعار "مطلوب وكلاء "، ومعارضنا موجهة لسوق السنغال حصراً كونه بلد سياحي وزراعي فقط ولا يوجد فيه صناعة ، وهو سوق خام، لافتة أن المنتج السوري أثبت جدارته وحضوره خلال الأعوام السابقة وهو معروف انه يتمتع بجودة عالية وبسعر رخيص ، مؤكدة أن كل المعارض مهمة بدون استثناء لأنها بالنهاية تدعم الاقتصاد الوطني، ولكن من جهة الدعم الحكومي فهناك محاباة بين جهة وأخرى ولا أريد الخوض في هذا المجال لأن بعض الجهات تدعم فقط الشركات التي تعرض عن طريقها، وبقية الشركات الخاصة مهملة.
وأوضحت خوري أن الشركة ستقيم معرضاً في شهر نيسان من هذا العام في السنغال ستعرض فيه معظم المنتجات الغذائية والنسيجية والكيميائية وغيرها، وهدفنا في النهاية إيصال المنتج السوري لأبعد مكان في العالم.
مواربة في الدعم
أما مدير عام مجموعة مشهداني الدولية لتنظيم المعارض خلف مشهداني أكد أن الشركات الخاصة لا تحصل على أي دعم حكومي في مجال صناعة المعارض ، مؤكداً أن الدعم يذهب لجهة واحدة ، مطالباً بمعاملة الشركات الخاصة أسوة باتحاد المصدرين لجهة الدعم الحكومي وخاصة نقل الزوار وإقامتهم وشحن البضائع الذي تتكفل به هيئة دعم الإنتاج المحلي والصادرات
وطالب مشهداني أيضاً بزيادة الفترة الزمنية لجهة إقامة المعارض المتشابهة إلى 5 أو 6 أشهر حيث كانت شهرين وتم تخفيضها إلى شهر واحد وهذا ينعكس سلباً على المنتجات المعروضة في هذه المعارض وعلى العارضين، وكذلك موضوع المعارض الصغيرة لجهة منح حرية اختيار مكان إقامتها.
متابعاً أن هكذا فقط يمكن أن تبث الحياة في هذه الصناعة ونستطيع أن ننافس بها كما كنا قبل الأزمة .