خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
لم يعد لدى مصنعي الأقمشة في سورية ككل وفي حلب بشكل خاص ما يحتجون به أو يمنعهم من إعادة تشغيل معاملهم ، فالحكومة رمت يوم أمس كل كرات التشغيل في معاملهم وتركت لهم حرية التصنيع، فحققت كل مطالبهم التي نادوا بها منذ تحرير حلب وأصدرت القرارات التي كانوا يقولون أنها عائق أمام الصناعة وتساهم في إيقافها .
1500 منشاة ستعود للعمل قريباً
«سيريانديز» التقت رئيس لجنة منطقة العرقوب الصناعية وعضو اتحاد غرف الصناعة محمد الصباغ للوقوف على ردة فعل الصناعيين الحلبيين من هذه القرارات ، حيث عبر الصباغ عن ارتياحه بابتسامة بادية على وجهه كانعكاس إيجابي لهذه القرارات التي قال عنها أنها حققت الأمل بعد طول انتظار وخاصة قرار منع استيراد أقمشة الستائر والمفروشات، ويأتي بعده قرار تخفيض الأسعار الاسترشادية لخيوط البروليستر من 2,5 دولار إلى 2 دولار ، والبوي من 60 سنتاً إلى 40 سنتاً، وبعدها قرار رفع الأسعار الإسترشادية للأقمشة والتي كانت 3,5 دولار للنسيج و6 دولار للحرامات و6 دولار للأقمشة المسنرة، وحتى الآن لم يصدر قرار القيمة الجديدة لهذه الأسعار الاسترشادية، بالإضافة إلى التوجيه بتخفيض أسعار الخيوط القطنية المصنعة محلياً.
وأوضح الصباغ أن هذه القرارات أتت انعكاساً لزيارة الوفد الحكومي الأخيرة إلى حلب واطلاعه بشكل حسي على واقع الصناعة النسيجية ومطالبات الصناعيين هناك لإعادة تشغيل معاملهم، ومن ثم توجت بزيارة رئيس الحكومة منذ يومين لمعرض خان الحرير في مدينة المعارض واجتماعه مع الصناعيين، لافتاً إلى أن حالة من الرضا سادت الأوساط الصناعية في حلب كونها ستساهم بحماية حوالي 4000 منشاة تقريباً.
وكشف الصباغ أن قرار منع استيراد أقمشة الستائر والمفروشات وتخفيض أسعار المواد الأولية سيعيد 1500 منشاة للعمل خلال فترة قصيرة وبطاقة إنتاجية 50% خلال الثلاثة أشهر الأولى ، و100% في الثلاثة أشهر اللاحقة، منها جزء كان متوقفاً بشكل كامل وآخر يعمل بطاقة إنتاجية ضعيفة والثالث يعاد تأهيله حالياً، مشدداً على أهمية هذه الإجراءات في إيقاف التهريب بشكل كامل ، داعياً الجمارك للتحرك لمكافحة هذه الظاهرة التي لم تعد مبررة في ظل توافر المنتج الوطني الذي يتمتع بجودة عالية تفوق جودة المستورد باعتراف شيوخ الكار.
وبين الصباغ أنه بالرغم من النقص الحاصل في اليد العاملة إلا أنه تم تدريب أعداد كبيرة للعمل على آلات هذه المنشآت التي تتميز بالتقنية العالية ولا تحتاج للكثير من الجهد، وما يزال تدريب الكوادر مستمراً لتغطية احتياجات الصناعة.
نصراً لمصنعي أقمشة الستائر و المفروشات
ومن جهته عبر رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي عن ارتياحه لهذه القرارات الذي كتب عنها : استجابة لمطالب غرفة صناعة حلب، الحكومة السورية توقف استيراد كافة أقمشة الستائر والمفروشات من كافة البنود الجمركية، والإنتاج الوطني يكفي الأسواق ويصدر لمختلف دول العالم، وندعو من غادر من مصنعي أقمشة الستائر والمفروشات للعودة السريعة إلى الوطن لإصلاح منشآتكم و نعدكم أنكم ستعملون ٢٥ ساعة في اليوم، و نعتبر ذلك نصراً كبيراً لكل مصنعي أقمشة الستائر و المفروشات في سورية.
ماذا عن صناعة الأقمشة المسنرة..!!؟؟
بدوره قال عضو غرفة الصناعة بدمشق الصناعي أسامة زيود : الأقمشة ليست فقط ستائر ومفروشات بل هناك 250 منشأة في حلب و40 في دمشق تصنع الأقمشة المسنرة التي تدخل في معظم الصناعات النسيجية وأيضاً يتبعها بالعمل 250 مصبغة بحلب و15 بدمشق لا تعمل إلا إذا عملت السابقة، منوهاً أن منشآت دمشق وحدها قادرة على إنتاج 1200 طن شهرياً ، وكل هذه المعامل قادرة على تغطية احتياجات السوق، ولكنها تعمل حالياً في أضعف طاقاتها نتيجة غلاء الخيوط القطنية والفيول مطالباً بتخفيض أسعار الخيوط القطنية حوالي 20% على الأقل وتخفيض الرسوم الجمركية والقيمة الاسترشادية للخيوط المستوردة، وتخفيض سعر الفيول إلى السعر العالمي، وأيضاً ترشيد استيراد الأقمشة المسنرة ضمن أصول الاستيراد المعمول بها سابقاً كإدخال مؤقت للتصدير أو وفق قرار وزارة المالية 405 .