أقامت وزارة الاعلام “احتفالية دمشق-عز الشرق” بمناسبة العيد الـ 71 لتأسيس الإذاعة وذلك مساء أمس على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة
ولفت وزير الإعلام عماد سارة في كلمة له خلال الاحتفالية إلى أن السوريين نشؤوا وتربوا على إذاعة دمشق وحفظوا برامجها ومسلسلاتها وأصوات مذيعيها ومذيعاتها مشيرا إلى أنها ظلت منذ انطلاقتها في الرابع من شباط عام 1947 ناطقة بالحق وأن هذه الإذاعة ستبقى بفضل كادرها المميز تقوم بواجبها.
وتوجه وزير الإعلام بالرحمة للشهداء من مدنيين وإعلاميين ولشهداء الجيش العربي السوري الذين لولا تضحياتهم لم نكن لنحتفل بهذه الذكرى التي تعلن عبرها وزارة الإعلام أنها وبكامل مؤسساتها شعارها وطن شرف إخلاص وشعارها أيضا أن تقدم الأفضل لتكون على قدر المسؤولية”.
في حين اعتبر مدير إذاعة دمشق أسامة شحادة في كلمته أن الاحتفالية تليق بدمشق المدينة البطلة التي تعيش في حنايا السوريين الذين انتصروا بفضل جيشهم الباسل على أعتى عدوان عبر التاريخ مؤكدا أن سورية تستحق الفرح والجمال والانتصار.
وعلق الاعلامي أيمن قحف على الاحتفالية في صفحته على الفيسبوك بالقول: حضرت احتفالية ذكرى تأسيس إذاعة دمشق، (عز الشرق) في دار الاوبرا، ولحسن حظي وصلت متأخرا قليلا فجلست في الصف الاخير مما أتاح لي رؤية أوضح!!
مضيفا ان الاحتفالية أنيقة ومميزة و أعادت حب الاذاعة لقلوبنا و أيقظت ذكريات حميمة رافقت طفولتنا وشبابنا، ولكن تم تمييز للزملاء المذيعين في التكريم وتم تجاهل الجنود المجهولين من معدين و مخرجين وفنيين فكيف يتحدث وزير الاعلام عن حكم العدالة ولا يكرمون محمد عنقا أو المرحوم هائل اليوسفي؟!
وتمنى قحف تكريم جميع من تعاقبوا على إدارة الاذاعة لأنهم أصحاب بصمات مؤثرة، مضيفا: أعتقد ان هذا الحفل الأنيق لم ينجز في شهر واحد، أي أنه ليس فقط جهد الوزير الحالي او المدير العام الحالي او بقية المديرين الجدد و إن كان لهم دور بصفاتهم السابقة كمدير عام او مدير اذاعة وكنت أفضل الاشارة لجهود من غادروا..
وختم بالقول: هو من أجمل الاحتفالات لإذاعتنا العريقة و لا بد من تقييمه عاليا هو وكل من عمل لإنجازه..
وجاءت الاحتفالية مزيجا بين العروض البصرية والراقصة والتمثيلية ومشاهد استعادت مراحل من تاريخ إذاعة دمشق فقدم مذيعون من أجيال عدة فقرات منوعة عرفها الجمهور لسنوات من نشرة الأخبار وبرنامج مرحبا يا صباح وغيرها ومن هؤلاء نهاد تلاوي وجمال الشيخ بكري ومنار مراد وأحمد إسماعيل وهدباء العلي ورهام الزين وشادي حداد.
وتضافرت السينوغرافيا مع العروض البصرية التي قدمت على شاشة العرض في تقديم مادة غنية من شهادات لإعلاميين رواد وباحثين عن نشأة الإذاعة التي رافقت استقلال سورية مع مؤسسها الأمير يحيى الشهابي ودورها في رفد التلفزيونات والإذاعات العربية بالمذيعين وبالفنيين ومواكبتها للانتصارات العربية وقدرتها على مواءمة الوسائل التقنية الحديثة وصولا للبيان الأول لحرب تشرين التحريرية الذي بثته الإذاعة.
وقدم الممثل يوسف المقبل فقرة التعليق السياسي عن حكاية شعب وجيش ورسالة إذاعة عبرت دوما عن انتماء وهوية قومية عربية أصيلة عندما أعلنت إذاعة دمشق “هنا القاهرة” بعد أن قصف الطيران الانكليزي إذاعة صوت العرب خلال العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 لترد إذاعة صوت العرب الجميل لإذاعة دمشق في حرب تشرين التحريرية عندما استهدفها الطيران الصهيوني.
ثم قام وزير الإعلام ووزير الثقافة محمد الأحمد ووزيرة الدولة لشؤون المنظمات والاتحادات الدكتورة سلوى عبد الله ونايف عبيدات المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون ومدير إذاعة دمشق بتقديم شهادات تكريم لعدد من المذيعين والفنانين الذين عملوا لسنوات طويلة مع الإذاعة وهم الإعلاميون.. محمد قطان ومحمود الجمعات وطالب يعقوب ومخلص الورار وعمر عيبور وأمية الأسطواني وجمال الجيش وأحمد إسماعيل والفنانين.. هدى شعراوي وصالح الحايك مع تقديم نبذة عن مسيرة كل المكرمين.
الجزء الأخير من الاحتفالية جاء مخصصا للأغاني التي انطلق بها أصحابها عبر أثير إذاعة دمشق حيث عزفت الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله مع المطربة عبير البطل أغاني بتاخدني الأيام لمحمد عبد المطلب وبالفلا جمال وساري لرفيق شكري وحول يا غنام لسهام رفقي ومع المطرب خلدون الحناوي عالوما لوديع الصافي ووصلة من القدود الحلبية لتختتم الاحتفالية المطربة ليندا بيطار بأغنيتي رقة حسنك وسمارك لنجاح سلام واحكيلي عن بلدي للسيدة فيروز.
الحضور الذي ضم فنانين وإعلاميين كان لهم دورهم في مسيرة إذاعة دمشق وآخرون شغل الاستماع لهذه الإذاعة وبرامجها حيزا في حياتهم اليومية وتفاعلوا مع الفقرات الموسيقية والغنائية وأصوات المذيعين التي كانت لسنوات عنوانا مميزا لبرامج الإذاعة كموسيقى نشيد القسم للموسيقار محمد عبد الوهاب التي ظلت مقدمة موسيقية لنشرة الأخبار الرئيسية وشارة مسلسل حكم العدالة وأغنية خبطة قدمكم التي كانت كلمة السر لجنود الجيش العربي السوري لاختراق خطوط العدو الإسرائيلي إبان حرب تشرين التحريرية.