دمشق- سيريانديز
وضعت لجنة التنمية البشرية في اجتماعها النوعي اليوم في وزارة التربية برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء المرتكزات الرئيسية لاستراتيجية الحكومة الهادفة إلى إعادة بناء الإنسان السوري ليكون فاعلا في جميع مفاصل الحياة.
وتشمل الاستراتيجية خطة للوصول إلى أفراد المجتمع بمراحلهم العمرية المختلفة والأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع غير الحكومية بهدف خلق بيئة تمكينية فكرياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً داعمة للاستقرار والتنمية وتوسيع المشاركة المجتمعية وتعزيز التكافل الاجتماعي وتنمية الإبداع والانفتاح وتكريس قيم المواطنة والعيش المشترك واحترام الآخر.
وأكد المجتمعون أن استراتيجية التنمية البشرية يجب أن تشمل المدخلات المادية والبنى التحتية والكوادر والتشريعات والقوانين وأن يتم وضع مؤشرات حقيقية للوصول إلى مخرجات إيجابية فيما يتعلق باستراتيجية بناء الإنسان وتحقيق التنمية الشاملة ومعالجة مفرزات الحرب الإرهابية على العنصر البشري من جميع النواحي التربوية والتعليمية والثقافية والفكرية والصحية والوظيفية.
وقرر المجتمعون المضي بعمل لجنة التنمية البشرية وتطوير آليات وبرنامج عملها لتتكامل مع مخرجات فرق العمل القطاعية التي تعمل في المحور الاجتماعي لبرنامج سورية ما بعد الحرب والتي تتعلق بالسكان والصحة والتعليم والتكوين الثقافي والحماية الاجتماعية.
واعتبر المجتمعون أن استراتيجية بناء الإنسان بشكل صحيح هي العنصر الأهم في تكوين مجتمع قوي ومتماسك يشكل نواة بناء الدولة خلال المرحلة القادمة.
وتطرقت المناقشات إلى إمكانية تدعيم لجنة التنمية البشرية في عملها في مجال استراتيجية بناء الإنسان من خلال تشكيل فريق عمل تخصصي من خبراء ومختصين ومجتمع أهلي بهدف توسيع دائرة المشاركة للخروج بنتائج نوعية تتماشى مع أهمية المشروع في مستقبل سورية.
ولفت المجتمعون إلى ضرورة أن يتركز عمل لجنة التنمية البشرية على الاستراتيجيات وأن تتسم الخطط بالواقعية وأن تقترن بالتنفيذ والمتابعة والتنسيق مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي في مشروع سورية ما بعد الحرب وتصويب مسارات عمل اللجنة فيما يخص رسم السياسات والاستراتيجيات .
وضمن هذا السياق وبهدف تطوير آلية عمل لجنة التنمية البشرية وفق مبدأ “دراسة الحالة” قدم أعضاء اللجنة مقترحاتهم لتطوير عمل وزارة الإعلام بشريا وفنيا وتعزيز دور الإعلام محليا وخارجيا ونقل حقيقة الحياة في المدن السورية عبر وسائل الإعلام المختلفة إضافة إلى تمكين الإعلام التنموي بكل مجالاته.
واقترح المجتمعون دراسة الهيكلية الإدارية للمؤءسسات التابعة لوزارة الإعلام ووضع مؤشرات أداء دقيقة للقائمين على هذه المؤسسات وتفعيل خطة لتدريب وتأهيل الكوادر وتمكينها فنيا ومهنيا وأن يتم التركيز في مختلف البرامج على قوة الدولة السورية وبناء الإنسان.
وفي تصريح للصحفيين عقب الاجتماع أكد المهندس خميس أن السوريين بنوا على مدى 40 عاما سورية الحديثة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ولكن الحرب الظالمة التي شنت على هذا الشعب كان لها مفرزات أثرت سلبا في سير العملية التنموية ما استدعى وضع رؤية جديدة بدأها الفريق الحكومي منذ أكثر من عام لدفع عملية التنمية وتذليل الصعوبات التي تعترضها.
وبين المهندس خميس أن الهدف الأساسي من اجتماع اليوم هو تطوير آلية العمل لإعادة بناء الإنسان السوري الذي تضرر بفعل الحرب وتأثر بمفرزات الأزمة وذلك إيمانا من الحكومة بأهمية بناء المواطن الذي كان له دور كبير في بناء وصمود الدولة والذي سيكون له الدور الأهم في إعادة إعمار سورية في كل المجالات.
ولفت المهندس خميس إلى أن المشروع الوطني للإصلاح الإداري الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد ومشروع سورية ما بعد الحرب والمشاريع عبر الوزارية بالإضافة إلى رؤى الوزارات تتطلب تكثيف الجهود لوضع خطة تنفيذية فعالة لها وهو ما يضاعف دور لجنة التنمية البشرية لوضع رؤية موحدة تتواءم مع تلك المشاريع وتؤمن البيئة المناسبة لتنفيذها.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن 220 مختصا يقومون بتوصيف الواقع وستعرض مخرجات هذا العمل على عدة لجان منها لجنة التنمية البشرية لدراستها كما سيتم عقد مؤتمرات تشاركية مع جميع شرائح المجتمع للمساهمة في إحداث رؤية كاملة تنفيذية لإعادة بناء الإنسان السوري مشيدا بالجهود التي بذلها السوريون خلال سنوات الحرب والتي كان لها دور كبير في الصمود والتصدي للحرب الظالمة.