خاص-سيريانديز-دريد سلوم
بدا لافتاً في آخر يوم من سنة 2017 حركة البيع والشراء والتسوق لمواد تصنف كمستلزمات لسهرة عامرة تمتلئ بها الموائد بما لذ وطاب ، ما يعطي انطباعاً جيداً عن حال السوريين الفرحين بوداع عام ربما لم يروا فيه ما يرتقي لمستوى طموحاتهم على اختلافها،وشغفهم باستقبال عام جديد آملين في أن يكون أفضل مما سبقه وخاصة الأعوام السبع العجاف التي مرت على سورية وحملت الالام والوداع لأحبة أرتقوا نجوماً في السماء.
سيريانديز جالت في عدد من الأسواق والتمست عن قرب النمط الاستهلاكي اللافت في هذا اليوم وأكثر المواد شراءً،حيث تبين الاقبال الشديد والكثيف على مادة الفروج والاسماك ومعدات الفتوش والتبولة وإقبال خجول نسبياً على مادة اللحوم الحمراء بحسب الوضع المادي لكل أسرة ومدى استعدادها لإنفاق الراتب كاملاً في هذا اليوم دون النظر لما سيأتي بعده تطبيقاً لمقوله إصرفمافي الجيب يأتيك مافي الغيب.
أبو اسكندر رب لأسرة مؤلفة من أربعة أشخاص يرى في هذا اليوم مناسبة لتجتمع العائلة وليفرح بها الصغار بتناول لحم الدجاج المشوي ضمن طقوس إشعال النار على السطح وإنشغال النسوة بإعداد التبولة والبطاطا المقلية وغيرها من لوازم السهرة بقوله أنه يوم في العام لاضير من أن نكون فرحين بغض النظر عن ماسيصرف فيه .
عفاف ربة منزل ترى فيه يوم متعب وشاق لأنها لا تبارح المطبخ بما ستعده خلال النهار وتحضره لباقي السهرة ولكنها مضطرة أمام رغبة زوجها وإلحاح أولادها أن ترضخ لرغباتهم مسلمةًً بأنه يوم وسيمضى وسنودع من خلاله عام من حياتنا مضيفةً لا أعلم كيف نكون فرحين ونحن نخسر عام من حياتنا.
وائل وهو المتأخر في التسوق بدا قلقاً لعدم وجود البقدونس لزوم التبولة في السوق، تحدث وهو ممتعض هل يعقل أن لا نجد هذه المادة بعد منتصف النهار وهي اساسية على المائدة ولكنه تبسم قائلاً جميل أنني لحقت حالي ببعض السمك وهو سيفي بالغرض ولن أحرم أطفالي من مائدة دسمة مع بعض البطاطا المقلية والموالح .
صاحب محل لبيع الدجاج بدا مرتاحاً لحركة البيع النشطة متمنياً لو كان بإمكانه الحصول على اربعة أضعاف الكمية التي يخصص بها كونها مطلوبة في هذا اليوم وقد باع في يوم واحد ما يبيعه في خمسة أيام آملاً أن تكون سنة خير على الجميع،وهذا لسان حال أصحاب محل بيع الخضار والفواكة والموالح والمشروبات.
ولعل من اللافت السحب الكثيفة التي ملأت السماء ولكنها ليست سحب المطر وإنما سحب الدخان المثقلة بروائح الشواء والتي في الغالب توحد موائد السوريين بتناول اللحوم على مختلف فئاتهم وشرائحهم فيجتمع على الموائد ذات المواد بالعموم سواء الأغنياء او الفقراء.
وهنا يختلف المكان فقط ففي الأحياء الشعبية يسهر الغالبية في المنازل ويقومون بتحضير وجباتهم بأنفسهم بينما الاغنياء يسهرون في المطاعم والمحال الفارهة دون عناء التحضير مع الإشارة إلى دفع مبالغ طائلة تراوحت في بعض النوادي والمحال المصنفة بنجوميتها الخمس بين ال65 ألف وبين ال100 ألف حسب البرنامج والمطرب الذي سيحيي الحفل ،كما يوجد محال ومقاصف تصنف بالشعبية تراوحت فيها كلفة الحضور للشخص الواحد بين 10 الاف وال25 الف وهي تناسب أصحاب الدخل المتوسط الراغبين في ترفيه أنفسهم مع العلم أن جميع الصالات والمطاعم سواء الشعبية أو المصنفة بالنجومية ممتلئة واكتفت بأماكنها المحجوزة.
بالتالي فهو يوم يجتمع فيه جميع السوريون وفي وقت واحد على فرح واحد ومائدة واحدة وأمنية واحدة وهي أن يكون العام 2018 عام خير وبركة ومحبة وتعافي لسوريتنا الغالية ويتم فيه تحقيق كافة الأماني والاهداف.
من أسرة سيريانديز كل عام وجميع السوريون وقائدنا وجيشنا البطل بألف بخير.. وعام جديد سعيد يرتقي لطموحاتنا جميعاً في دحر الارهاب والنهوض من جديد بقوة وعزيمة عهدناها بشعبنا العظيم والنصر قادم لامحالة.