خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
أتخم مزارعو الحمضيات في الساحل السوري من كم التصريحات الصادرة عن اجتماعات أصحاب القرار في دمشق بما يخص محصولهم ورزقهم، فرحى هذه الاجتماعات برغم كثرتها ورفاعة شأن القائمين عليها لم تعط طحيناً حتى الآن، فلا متغيرات حصلت على التسويق ولا حصاد نتج عن جعجعة الوعود بالتصدير، والسوق الخارجي الوحيد الذي يمكن أن يبتلع كمية كبيرة من المحصول أياً كانت جودته ونوعه الدرب إليه شائك ومازال استجراره خجولاً، والشجرة المثقلة بالثمار لا تنتظر الحلول القادمة من العاصمة..فحين يأتي موعد القطاف ستنفض حمولتها الثقيلة على الأرض ؟!
في كل عام وفي نفس التوقيت ومن نفس الأشخاص تكتظ القاعات بالاجتماعات ، وتقدم المقترحات ويكثر التنظير وتمتلئ وسائل الإعلام بالتطمينات ... والنتائج تبقى مجهولة حتى تخبو نار المطالبات وينتهي الموسم بخسارة أغلب أصحابه، إلا من رحم ربي ممن لهم صلة بفلان أو علان .. وهكذا ينام الملف وبنفس الفراش للعام الذي يليه...!!
تساؤلات كثيرة تدور في كل الأروقة... أين معمل العصائر الذي تم تدشينه أكثر من مرة ، ولماذا لم ير النور، وهو الوحيد الذي يمكن أن يخرج الزير من البير وينقذ إنتاج مليون طن من حمضيات الساحل، بدل استجداء الاسواق الخارجية لتخليصنا منها ...؟ في الوقت الذي مازلنا فيه نستورد عصيرنا من الخليج بمواصفات مجهولة وبأثمان باهظة ..؟؟
لماذا نمتلك معاملاً للدخان تستجر كل أنواع المحاصيل المزروعة من الحقل وبأسعار مقبولة، وكذلك معاملاً للسكر ومحالج للأقطان التي توقف أغلبها ومعاملاً للبصل..وحتى معملاً للأحذية .و.و وأخيراً للسيارات كما روج له ..؟؟؟ ، وليس باستطاعتنا إقامة معمل واحد متواضع لعصير الحمضيات يقدم منتجاً نقياً صرفاً وصحياً بأسعار معقولة وينزع في نفس الوقت الحمل عن كاهل الفلاح الذي تورط وزرع وحصد ولم يربح ...!!؟؟
ننتظر ماذا ستعطي اجتماعات القاعات ، وماذا سيقدم من يتصدر الشاشات بالوعود، وإلى اللقاء في الموسم القادم .. طالما الحل يغطى بإصبع !!! ولكن قبل إسدال الستار .. لن تنقذوا المحصول دون إقامة ذلك المعمل ...!!!