شرم الشيخ- أيمن قحف- خاص سيريانديز
تبدو الصورة متتاقضة إلى حد كبير في سيناء اليوم.. ففي شمالها مجزرة مريعة راح ضحيتها أكثر من ٣٠٠ شهيد ضحايا الفكر الارهابي التكفيري الذي يجتاح المنطقة العربية جعل الحزن يخيم على مصر والمنطقة والخوف يسيطر على سبناء ومن فيها..!! بينما تستضيف مصر اكثر من ٧٠٠ عقل عربي من خيرة شبابها الجامعيين وأساتذتها من ١٦ دولة يبنون صورة المستقبل وما يمكن للعلم أن يفعله.. من سورية هناك حوالي ٧٥ طالبا ينقلون صورة السوري المتمدن المنتمي لحضارة عريقة المتطلع لمواكبة العصر
في السياق بدأت اليوم المسابقة التجريية للمسابقة البرمجية للجامعات التي تنطلق يوم غد على صعيد المنطقة العربية والتي تقام بقصر المؤتمرات في مدينة شرم الشيخ بمصر بمشاركة وفد كبير من سورية يقدر بـ 75 طالب وطالبا مع مجموعة من الأساتذة والمشرفين بينهم رؤساء جامعات واساتذة جامعيين.
وعن توقعاته للفريق السوري وسط وجود 700 مشارك من الدول العربية، قال مدير المسابقة السورية- عميد كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة تشرين الدكتور جعفر الخير في تصريح لموقع سيريانديز: يوجد اليوم وغدد 124 فريق من 16 دولة عربية يمثلون 66 جامعة، متوقعا أن يترك السوريون بصمة جيدة في المسايقة وان يكون لهم نصيب جيد من المراتب العشرة الأولى.
وعن التحضيرات الوطنية، بين الخير أن هناك ورشة عمل مستمرة على مدار 7 سنوات تضمن معرفة تراكمية تتزايد بشكل سنوي بعمل دائم عبر استقطاب المبرمجين المبتدئين في السنوات الجامعية الأولى الجامعية و العمل على تدريبهم وصقل خبراتهم وتأطيرهم في فرق للدخول في المنافسة عبر المسابقة البرمجية، ويبدأ تحضير الفريق في السنة الأولى والثانية، ليبدأ بتحقيق النتائج بعد 3 إلى 4 سنوات من العمل، وما سنشهده غدا هو نتيجة عمل 7 سنوات، مشيرا إلى وجود عمل مميز وجهودا تاسيسية كبيرة بذلت في تأهيل الفرق السورية، ونأمل أن تكون النتيجة مرضية.
وفيما يخص الحضور السوري القوي، والترحيب الخاص من الجانب المصري، قال الخير: إن مصر هي الليدر بالنسبة للمسابقة على مستوى الوطن العربي، كما أن مستوى الفرق المصرية هو أفضل المستويات العربية، إلى حيبن وصول الفرق السورية إلى حيز المنافس، حيث بدأنا بمنافسة خجولة في 2012، وكان أحد الفرق السورية هو الثاني على مستوى الوطن العربي في عام 2015، ونطمح لتحقيق المركز الأول للمرة الأولى في هذا العام أو العام القادم، كما أن الفرق السوري رفعت مستوى المنافسة ، وأصبحت من الأرقام الصعبة التي يحسب للها الحساب في المسابقة.
ولفت الخير إلى أنه لأسباب سياسية تم حرمان 3 فرق سورية من السفر العام الماضي إلى الولايات المتحدة الأمريكية رغم وجود تعهدات بتأمين الفيز، ولم يسافر أحد، كما قرر المنظمون الأمريكيين في المسابقة، أن الفرق السورية المتأهلة والتي كانت مقرر ان تسافر إلى أميركا العام الماضي أن تشارك العام القادم في العاصمة الصينية بكين، متوقعا أن يكون هناك حضور مضاعف في النهائي العالمي، وسيكون الحضور السوري قويا، ومن المتوقع أن تشارك 4 جامعات في النهائي العالمي للعام القادم.
وقال الخير: إن المسابقة لم كانت لتصل إلى المستوى الحالي لولا الدعم الأكاديمي من رؤساء الجامعات والسادة وزراء التعليم العالي المتتالين ، كما أن للمسابقة تغذية رجعية عائدة على الجامعات لرفع مستوى تعليم البرمجة، وتغذية عائدة على المجتمع لخلق جيل جديد من الشباب المبرمجين ممن يفكرون خارج الصندوق، وقادرين على إيجاد حل للمسائل والقضايا المعقدة. مضيفا أن وجود رؤساء الجامعات اليوم في شرم الشيخ في المسابقة يمنح الفرصة للانتقال بالجانب التنظيمي للمسابقة إلى مرحلة لاحقة وتم طرح الموضوع على الجانب المصري، كما هناك مباركة من وزير التعليم العالي لهذه الخطوة، ونأمل تأسيس مرحلة جديدة تنظيمياً فتعطي عملنا دعما وزخما إلى الأمام لتحقيق نتائج مهمة
وشكر الخير شركة أجنحة الشام للطيران، والمؤسسة السورية للطيران للمساهمة في رعاية المسابقة
تواجد في شرم الشيخ من ضمن الوفد السوري، كل من وزير التعليم العالي السابق الدكتور محمد عامر المارديني، ورئيسي جامعة تشرين الدكتور هاني شعبان وحلب الدكتور مصطفى أفيوني ورئيس الجامعة الافتراضية الدكنور خليل عجمي وعدد من الأساتذة الجامعيين والمشرفين.
هذا وشارك في التصفيات قبل النهائية للمسابقة 1800 فريق من مختلف الجامعات من مصر والوطن العربي، والتي تمت من خلال تنظيم 42 مسابقة محلية في 14 دولة عربية.
وتعتمد فكرة المسابقة على تدريب الطلاب على العمل الجماعي وتنمية قدارتهم على استخدام طرق الحل المنهجي وخوارزميات الحاسب لحل المشكلات الصناعية عن طريق كتابة برنامج لحل المشكلات بأفضل طريقة في أقل وقت ممكن.
ويتكون كل فريق من عدد 3 طلاب يعملون بشكل جماعي لحل أكبر عدد من المسائل في أقل وقت ممكن باستخدام جهاز حاسب آلي واحد لكل فريق خلال فترة المسابقة والتي تستمر لمدة 5 ساعات متواصلة.
ويحضر المسابقة العربية العشرون كل من الأستاذ الدكتور بيل باوتشر، رئيس المسابقة الدولية من جامعة بيلور بالولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ الدكتور جون كاليفنجر المدير الفني للمسابقة ونائبه الأستاذ الدكتورسام أشو مخترع برنامج التقييم المستخدم في تقييم برامج المتسابقين على مستوى العالم من جامعة سكارامنتو.
وتأتي هذه الزيارة تقديراً لدور الأكاديمية وكذلك للتجديد لها كمركز رئيسي لتنظيم مسابقات البرمجة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط
وتعتبر المسابقة أقدم وأكبر مسابقة دولية في مجال برمجة الحاسب حيث تنظم منذ عام 1970 تحت إشراف المنظمة الدولية لعلوم الحاسب وشركة IBM ويشارك فيها سنويا ما يزيد عن 30 ألف متسابق من 2330 جامعة حول العالم.