سامر محمد البشلاوي
قبل الثالث والعشرين من تشرين الثاني ليس كما بعده فالحلم تحقق لعشرات القرى في الريف الساحلي لمدينة جبلة بإحداث أول فرن آلي في هذه القرى يخدم عشرات القرى بنوعية وجودة مميزة تضاهي الأفران الكبرى في المدن السورية.
كانت البداية من بيت ياشوط حيث قدمت أنموذجا ناجحا وباهرا ولعل استقطاب أهالي المدينة ليأخذوا من خبز بيت ياشوط ما هو إلا دليلا على نجاحه الباهر في كل المقاييس لتعمم هذه التجربة اليوم في بيت عانا، حيث خرج أول رغيف من كوة المخبز مشابها لكرزها المتورد المضياف معبرا عن محبة أهلها وكرمهم وتضحياتهم الجسام لنصرة الوطن ودحر الارهاب.
وزير التموين عبد الله الغربي القادم من النهج التصحيحي المبارك والمشبع بثقافة المؤسسات والقطاع العام يقدم في كل فترة إنجازا يشهد له العدو فيه قبل الصديق، إذ تركز سياساته تجاه الريف الفقير بالخدمات والغني بالشهداء فتراه متنقلا بين أقصى الريف السوري إلى أقصاه معتمدا مبدأ إحياء الريف وإنعاشه فيما يخص وزارته ومنسقا مع الوزارات بما يخدم المواطنين على امتداد الوطن.
ولأن الحصة الكبرى في الشهادة والاستشهاد والجراح كانت من ابن الريف انطلق الغربي من الريف ليقدم مشاريع للجريح ومشاريع لعوائل الشهداء في تلك الأرياف مؤمنا بأنه من الظلم أن يكافئ من ضحى بالتهميش أو تأمين فرصة عمل له في المدينة فيخسر اغلب راتبه مابين آجار النقل ومصاريف أخرى.
اليوم كانت بيت عانا وقبلها بيت ياشوط والمزيرعة وغدا لا احد يدري ما يدور في ذهن الغربي من مشاريع خدمية وخيرية تخدم الفقراء بالخدمات و الأغنياء بالكرامة حيث اختزل المشهد الأخير بعبارة أهالي بيت عانا يشكرون من القلب الغربي ويقدمون له سيف الانتصار الذي لا يهدى إلا لمن يعرف قيمة الانتصار.