آية قحف
لوحات مميزة جدا قوامها حجارة فقط أثرت فينا ولفتت أنظار مختلف شعوب العالم ،شكلها نزار علي بدر ابن محافظة اللاذقية بعرقه وتعبه ،حملت لنا ابداعا قل نظيره ،وخلال لقائنا معه عرف عن نفسه قائلا :أنا /جبل صافون/السوري الاوغاريتي ، أنا"المنتقى "من أسلافي الأوغاريتيين، وهذا الاسم الذي كنيت به هو نسبة لجبل الاقرع الذي يبعد 60 كم عن محافظة اللاذقية.
هو من أطلق على حجارته اسم "صافون" لأنها غسلت دهورا تحت أقدام صافون ،حيث أنها لامست ضمير كل انسان لم يخلع ثوب انسانية عشق سورية فهي الأبجدية الثانية لأوغاريت ،الأبجدية الأولى هي المسمارية التي احتجنا سنين لفك رموزها .
وذكر بدر لنا أنه اختار صافون لأن ألوان الحجر فيه طبيعية ومميزة ولا يطرأ عليها أي نوع من أنواع النحت ، حيث وضح لنا أنه عمل في النحت منذ وقت مبكر فقد كانت أصابع هذا الطفل الصغير الذي لم يتجاوز السبع سنوات تشكل بقطعة من الصلصال عملا لن ينساه طوال حياته والذي كان عبارة عن سمكة .
وأشارإلى أنه اكتشف الحجارة في صافون منذ 35 سنة ولكن البركان تفجر في داخله منذ بداية الحرب الكونية على سورية الحبيبة فقد كان يقطن في منطقة ساخنة وهي منطقة الرمل الجنوبي حيث شاهد كيف أن العائلات كان تحمل أطفالها وحاجاتها ويسيرون هربا من الارهاب وبسبب هذه الصور التي جعلت موهبته تتفجر لذلك قرر بداية عمله في توثيق هذه المشاهد من خلال الاحجار.
لافتا إلى أنه أراد إيصال رسالة للشعب السوري من خلال استخدام أبسط الأشياء ألا وهي الحجر الجامد ، ومن يرى تشكيلاته يعلم أن الإيحاءات التي أنجزها لا يمكن لأي شخص أن تتواجد فيه .
و بين بدر أن مواضيع لوحاته تمحورت حول عدة أمور منها الهجرة والحياة اليومية السورية والحب والامومة والطفولة ، والأهم من ذلك مواكبة الأحداث في سورية من خلال "الشهداء –الحرب-الواقع الاقتصادي – الوضع السياسي والاجتماعي" .
ولفت بدر إلى أنه شكل ما يتجاوز ال 25 الف تشكيلة غير مسبوقة عالميا ولكن للأسف الشديد لم يبق منها شيء الا الصور ،وذلك لأن تثبيت الأعمال مكلف جدا وليس بامكانه تغطية هذه النفقات كلها بسبب حالته الماديه المتردية.
وقد أشار إلى أنه بدأ بتثبيت الأعمال في 17/نيسان/2017 في معرض متنقل بين بانياس وصافيتا وطرطوس والشيخ بدر حيث تم عرض مجموعة من اللوحات المثبتة ، وعرضت أيضا لوحات فى معارض أخرى الشهر الماضي.
وأوضح سجيع قرقماز مدير أعمال الفنان أنه لا يوجد اهتمام بفن نزار في سورية ولا متابعة ومعرفة بقيمة هذه الأعمال إلا في ما ندر ومثال ذلك اللقاء اليتيم الذي أقامته قناة تلاقي ، مبينا أنه رغم تدخل الكثير من الجهات التي لها حضورها الثقافي في البلاد ورغم الوعود المقدمة للفنان إلا أنه لم يحصد الا الكلام .
وأضاف أن كتاب"حصى الطرقات" للكاتبة الكندية مارغريت رورز يعتبر من أهم الأعمال التي عززت اسم وموهبة وفن نزار النادر وهو" رواية للأطفال اليافعين تتناول الهجرة السورية خلال الحرب "وتم تدعيمه بخمس وعشرين عملا لنزار مرافقا له ، وقد ترجم الكتاب الى عدة لغات ووزع في فيتنام وهولندا والمانيا وتركيا بالاضافة الى كندا حيث كتب باللغتين العربية والانكليزية ،ويتم العمل الآن على ترجمة الكتاب الى اللغة الفرنسية . وتم اختياره بحسب مبيعاته ليكون الكتاب رقم
-1- في كندا لعام 2017 ،بالاضافة الى توزيع الكتاب من قبل وكالة "أمازون" الأمريكية التي تعتبر أهم وكالة لتوزيع الكتب الإلكترونية في العالم.
و أكد قرقماز أن بدر سيشارك في مهرجان للأفلام الوثائقية في البرتغال في /22-23/ من شهر تشرين الثاني ، المهرجان يحتفي بالفيلم الوثائقي الذي له علاقة بالفنون الأخرى ومن هنا يشارك فيلم" صور من الشرق" كونه وثيقة تحكي عن الهجرة والتحولات التي حدثت في سورية وصولا الى النهاية المحزنة التي وصل إليها المواطن السوري الذي نزح إلى مختلف دول العالم .
وقد اعتمد مخرج الفيلم على 120 لوحة لنزار علي بدر يرصد فيها هذه التحولات ، هذه الصور التي حركها المخرج بطريقة الصور المتحركة .
كما أن هنالك تحضير لورشة عمل قريبة في فرنسا و أخرى في تركيا لمخيمات اللاجئيين السوريين .