سيريانديز- سومر إبراهيم
في العرف الاجتماعي يقال : الأمور بخواتيمها .. أو الأعمال بنتائجها ، فمهما عمل الانسان وسعى يبقى مقياس عمله وسعيه ما يحققه من نتائج، وهنا يكون جوهر الحديث الشريف «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» .
ما دعاني للبدء بهذه العبارات ما نراه يومياً من زخم حكومي من الأعمال والاجتماعات والجولات والنقاشات ومن ثم ما يصدر عنها من قرارات بعضها يدخل حيز التنفيذ بشكل جزئي والآخر يُنسى أو يصبح بعد يوم أو يومين نسياً منسيا ...!!
وهنا لا نريد الخوض بكل الأمور التي تتم مناقشتها يومياً على كثرتها أو بما يخطط خلال الاجتماعات متبوعاً بسين سوف لأن ذلك يحتاج لجرائد لشرحه ومعظمه نظري ، بل سنستذكر جملة متتابعة من الملفات التي أثيرت في حينها و التي اتخذ فيها قرارات ولاقت ضجيجاً إعلامياً أرهق أسماعنا ومن ثم ذابت وتلاشت كرماد بمهب الريح ولم تقفل بشكل نظامي أو ينتهي واحد منها بنتائج حقيقية ويقفل ، وهذه الملفات تهم المواطن بالدرجة ، لذلك أردنا التذكير فيها لعل الذكرى توقظ الغافلين .
وحتى لا نطيل فمنذ أن بدأت الحكومة الحالية أعمالها منذ حوالي عام ونيف فتحت ملف التصدير على مصراعيه ووعدت بأولى اجتماعاتها بإحداث شركة صادرات مشتركة بين القطاعين العام والخاص تكون شريان الحياة لوضع استراتيجية لتحريك عجلة الانتاج وخلق أسواق وتصريف المنتجات، وحتى الآن شركة الصادرات لم تحدث والانتاج لم يتغير والمنتجات الفائضة عالقة بين الكساد والقرارات وخاصة الزراعية منها .
وأتى بعدها بزمن ملف تثبيت العمال المؤقتين بكافة أشكالهم التي وعدت فيه الحكومة حينها وعوداً كثيرة بأنه سيبقى ملفها الساخن ويتم التثبيت على مراحل، ولكن خطت خطوة واحدة في ذلك وتوقفت، لتصبح آمال من تبقى عالقة حتى قطع حبالها القرار الأخير بأن لهم الاولوية في المسابقات ...!! ويتبع ذلك القانون الاساسي للعاملين بالدولة والوعود بإنصاف كل الشرائح وأن طبخته تكاد أن تنضج ... ولكن كثرة الطباخين أتلفت الطبخة وبقي العاملون جائعون لرؤيته ..؟
تلا ذلك ملف الأدوية وما تمخض عنه من اجتماعات وقرارات ووعود ووعيد لأصحاب المعامل والمستودعات ورغم ذلك بقي سوق الدواء يسوده الفلتان في التسعير وبقيت بعض الادوية مفقودة ويستعاض عنها بالأجنبي وتركت الامور على حالها حتى يومنا هذا .. دون أن ننسى حينها تصريحات معاونة وزير الصحة للشوؤن الدوائية النارية وحماسها ومن ثم إعفائها وفرارها بعد أن ثبت فسادها !!!
ليأتي ملف الإعلام والفائض وما حدث فيه من جعجعة وأخذ ورد وتعاميم وطلبات وتدخلات من جميع الأطراف وطلب قواعد البيانات ووضع لجان ، وحتى الآن لم تخرج تلك اللجان بنتائج وقواعد البيانات لم تبنَ ، والإعلام بقي يراوح في مكانه ، بل من نتائج ذلك كله خلق هوة وشقاق بين العاملين في تلك المؤسسة وصلت حد العداء ، وترك ذلك للزمن عله يصفّي القلوب.
ومنذ فترة بدأت معركة الصناعات النسيجية بين المنتجين والمسوقين وما صدر عنها من تخبط بكل ما تحمله الكلمة من معنى وصدور قرارات وقرارات معاكسة دون أن يخرج أحد حتى الآن ويعطي الكلمة الفصل التي ترضي جميع الأطراف ويغلق باب النزاع نهائياً .
والآن ظهرت مشكلة التسعير والتخفيض لبعض السلع وترك الباقي للأيام دون أن توضع آليات حقيقية ملزمة لما يقرر ، ودون أن يتم التدخل بقوة لكبح جماح المحتكرين والتجار .
ليتبع كل ذلك ملف الرواتب وانخفاض الدخل لأدنى مستوياته ، هذا الملف الغائب الحاضر دائماً الذي يواكبه في كل مرة سيلٌ من التصريحات المتناقضة ، لينتهي بعدها بالوعود ، ويقبض المنتظرون على جمر خيبتهم فقط ...!!!؟؟؟
وملفات كثيرة لا يسعنا ذكرها كلها تُفتح وتبقى مشرعة فترة من الزمن دون أن يحسم أمرها، ولعل العمل على واحد منها إلى آخره ليخرج بنتائج مرضية خير من حمل ألف بطيخة بيد واحدة.
وحده الملف الذي يتم انجازه بحرفية تغيير بعض وجوه الإدارات والمؤسسات ضمن مسلسل الإعفاءات والتكليفات .. ليبقى السؤال : هل لاحظ أحد تغييراً إيجابياً في عمل مؤسسة ما تبدل مديرها ...؟؟؟