دمشق- سيريانديز
يعلم كبار المتعاملين بالليرة السورية والعملات الأجنبية أن المصرف المركزي يهدف لاستقرار سعر الصرف حول مستويات توازنية بانت ملامحها خلال مسيرة تجاوزت السنة. ويعلم هؤلاء أن هذه السياسة راسخة وتهدف لمصلحة المواطنين بمختلف شرائحهم. وللمغتربين دور حيوي في حوالاتهم الدورية إلى ذويهم بغض النظر عن سعر الصرف.
اعتقد البعض أن الليرة لن تتعافى فتهافتوا لتبديلها بعملات أجنبية اعتقدوها ملاذاً أفضل. لمدخراتهم. ولكن نتيجة تناغم السياسة النقدية والاقتصادية يستمر تعافي الليرة لأشهر طويلة وليس لأيام أو أسابيع فقط كما حدث في سنوات الماضي. فوجد المضاربون في ذعر بعض هؤلاء فريسة سهلة لأنهم لم يصدقوا رسائل المركزي بأن الاستقرار النسبي مفيد لكل الشرائح.
حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور دريد درغام فندّ في صفحته على ( الفيسبوك) الشائعات التي ينبغي عدم تصديقها ومنها شائعة أن التصريف في القنوات الرسمية قد يعرضهم للمساءلة؛ وهذا هراء بدليل كثافة التصريف في القنوات الرسمية لعقود خلت دون أية مساءلة، وشائعة هبوط دولاري سريع يروج لها المضاربون ليشتروا من المغرر بهم بسعر بخس (ممن صدقوا الشائعة السابقة ولم يعلموا أن التصريف بالقنوات الرسمية آمن أكثر وسعره أفضل).فيحقق المضاربون أرباحاً غير مبررة من بيع حصيلة المغرر بهم في القنوات الرسمية.
إضافة إلى شائعة أن المصدرين يعانون من القرارات الأخيرة مع أنها قرارات لم تمس حقهم بالحصول على استحقاقاتهم من الدولارات دائماً كما بالسابق ولم يجر عليهم أي تغيير، و شائعة تجميد الحوالات الشخصية لشهر كامل واستحالة تحريكها: هذا غير صحيح لأن التصريف بقيمة أقل من 1000$ يتم بالليرات مباشرة أما القيم التي تزيد عن 1000$ فيتم تجميدها لشهر ولكن لمن لا يرغب الانتظار يمكنه الحصول على تمويل من المصرف مقابل "تكلفة تسريع" قدرها 1% وعندها يوضع المبلغ بحسابه ويمكنه تحويله فوراً لمن يرغب.
والشائعة الأخيرة ترتبط بأن "تكلفة التسريع" باهظة: وهنا نذكر بأن سعر الصرف الرسمي للحوالة والتصريف 508 وبالتالي تكلفة التسريع 1% أقل بكثير من فرق السعر الموازي (490-495) عن سعر الحوالات الرسمي الحالي، لذا لا يوجد مشكلة حتى ولو كانت الحوالة أكثر من 1000$ لأن التكلفة على المواطن أقل بكثير من مكسبه من فارق سعر الصرف الرسمي عن اسعار المضاربين.