رسام محمد
يقول الخبر الذي يظنه المتابع أنه سار للوهلة الأولى بقرب افتتاح درجة الدكتوراه في قسم اللغة الإنكليزية جامعة دمشق، ليبدو التوجه صحيحاً وموفقاً يلبي احتياجات الجامعة من الكوادر ويحقق طموحات الطلبة الطامحين بالشهادات العليا ولا سيما في ظل التسرب الكبير للمدرسين الجامعيين وبشكل خاص من القسم المذكور. إلى هنا ينتهي الجانب الإيجابي في الأمر لنبدأ بالمفردة الشهيرة (ولكن)!?
فمن المعروف أن المشرف على رسالة الدكتوراه يجب أن يكون بمرتبة أستاذ وهذا الشرط لا يتوافر إلا لدى شخص واحد في القسم وهو محكوم بعدد محدد يمكنه الإشراف عليه من رسائل الماجستير والدكتوراه . أي باختصار لن يكون المجال واسعاً لتحقيق هذا الطموح.؟!
فالأستاذ عادة لا يفضل الإشراف على رسائل من غير اختصاصه . ما يذكرنا بقضية كلية الاقتصاد التي تملك عدداً كبيراً من الأساتذة ومع ذلك لم تستقبل الكثير من الطلبة بسبب عدم توافر العدد الكافي من المشرفين ، وهذا ما يمكن سحبه لما يجري في قسم اللغة الإنكليزية مع الاختلاف النسبي والطردي في العلاقة بين (الرسائل ومشرفيها). لقد كتب على قسم اللغة الإنكليزية أن يخسر كوادره التي كونها وشكلها على مدى عقود لأسباب تبدأ بالهجرة خارج البلاد أو التسرب إلى الجامعات الخاصة وتأتي ثالثة الأسافين بسحب ما تبقى من الكوادر ليتسلموا مناصب إدارية في المعهدين العاليين للغات والترجمة .
بالعموم لا يختلف إثنان على أن أقسام اللغات ولاسيما الإنكليزية والفرنسية والروسية تحتاج اهتماماً أكبر وخطة إسعافية لترميم الكوادر ورفع سوية الخريجين، فبلدنا يحتاج في المرحلة القادمة تواصلاً أفضل مع العالم ومع تطورات العلم الحديث وهذا لا يمكن أن يتحقق دون اكتساب مهارات اللغة العالمية بشكل أكاديمي يعطي مخرجات قابلة للاندماج في العالم. والكل يدرك أن خريجي أقسام اللغة الإنكليزية يحتاجهم سوق العمل سواء في قطاع التربية والتعليم حيث يقومون بدورهم في تعليم الأجيال الجديدة والناشئة أو في المؤسسات العامة والخاصة لضمان أفضل اتصال مع العالم أو في المناصب الرسمية حيث نعطي الصورة الحضارية عن بلدنا وكوادرنا.