كتب أيمن قحف من مينسك

هذا اليوم سيعلق في ذاكرتي ما حييت..

عبارة بسيطة لخصت فيها الوزيرة ريمه قادري يومها وهي تودع زميلها وزير التعليم العالي البيلاروسي..

لم أجد ما يعبر عن شعوري أنا أيضاً أفضل منها..

أن ترى أطفالاً ظلمتهم الحياة مرتين،مرة بفقدان الأهل،ومرة أخرى بالعيش في زمن الحرب ومخاطرها على الطفولة وبعض من شارك ضحايا مباشرين لهذه الحرب..

ما قدمته بيلاروسيا الصديقة أكثر من مجرد معسكر أو رحلة للترفيه والتعليم و كسب الذكريات والأصدقاء،ما قدمته هذه الدولة الصديقة أمثولة في الأخلاق والانسانية والشجاعة والوقوف بجانب المظلومين..هي أعطتهم الفرح والأمل بحياة أفضل،وما قامت به ألهمنا جميعاً لألف شيء ثمين..

في مينسك،وبقية محطات رحلتنا امتزجت الخطوات بنغم المحبة،والطعام بنكهة الكرم،والكلمات بنبض القلب الصادق.

في مكان ما تسأل مذيعة محترفة طفلاً سورياً عن شعوره في بيلاروسيا حيث السماء الصافية..يجيبها بعفوية مدهشة:وفي وطني هناك سماء ساطعة لم تحجبها الحرب!!

هؤلاء أطفال سورية حيث علي كان الأول في مسابقة الآلات الموسيقية بعزف مدهش على "الدربكة"،ويزن صنفوه كأحد أذكى الأطفال..بينما غدت ريم-التي قضت معظم الوقت في المشفى-ايقونة السوريين والبيلاروس هنا..

هنا على ضفاف بحيرة نارش الرائعة سأعود بذكريات لا تنسى فكيف بالاطفال؟!!

وفي التفاصيل:

شاركت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمه قادري اليوم في فعالية ( أطفال مختلف الشعوب..نعيش حلم السلام) التي تقام في مخيم (زوبرونوك) في جمهورية بيلاروس، حيث شارك مع الوزيرة في الفعاليات التي كان الحضور الرئيسي فيها للأطفال السوريين، كل من فخامة وزير التعليم العالي البيلاورسي / ايغور كاربينكو /

وتضمن الحفل عروض فنية قدمها أطفال سورية منها النشيد العربي السوري وأغاني مقطوعات فلكلورية، حظيت جميعها باهتمام واعجاب الحضور ولاسيما اغنية من حقي أتعلم..

 وعقدت الوزير قادري و وزير التعليم العالي البيلاروسي اجتماعا مع الأطفال السوريين المشاركين ونظرائهم من بيلاوسيا مع قرب انتهاء مخيم الأطفال العالمي الذي يقام في بيلاوسيا، ويشاك فيه 80 طفلا سورياً في معسكرين، يتوزعون مابين 40 طفلاً من أبناء الشهداء و40 طفلا آخراً من فاقدي الرعاية الأبوية.وبعض الاطفال المحررين من ريف اللاذقية الشمالي الذين عانوا من الارهاب والخطف

 وتحدث  وزير التعليم العالي البيلاوسي مخاطبا ومرحباً بالأطفال السوريين، كما حيا صمود الشعب السوري وجيشه وقيادته في معركته ضد الإرهاب، مؤكدا أن بيلاوسيا تقف مع الدولة السورية، متفائلاً بانتصاره في حربها على الإرهاب في وقت قريب.

وتحدثت الوزيرة قادري عن أهمية هذه المناسبة في تحقيق رسالة الصداقة والسلام شاكرة جمهورية بيلاروس على دعوتها الأطفال السوريين الذين سيذكرون دائماً هذه الأيام الجميلة. وجرى أثناء لقاء الوزيرين والأطفال حوار مفتوح تضمن الكثير من النقاط المهمة وأمنيات وطموحات الأطفال في البلدين والسعي لتمتين علاقات الصداقة الراسخة بين البلدين والشعبين، كما تم التوقيع على رسالة سلام إلى العالم.

 وشاركت السيدة الوزيرة الأطفال السورين في زراعة الأشجار في المعسكر التي تمت بمبادرة من الجالية السورية في بيلاروسيا للتعبير عن الصداقة الراسخة بين البلدين والشعبين وأطفال سوية وبيلاوسيا لتكون دائما رمز مع كل نمو لها، وتعكس نمو وتطور العلاقات لما ترمز له الشجرة من خير وعطاء .

 و في تصريحات صحفية للإعلام البيلاروسي والسوري لفتت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أهمية المشاركة في التخفيف عن الأطفال والترفيه عنهم والاهتمام بهم واطلاعهم على ثقافات أخرى كون هذه الثقافات يمكن أن تصقل شخصية الطفل السوري، كما أن للمشاركة خصوصية كبيرة بالنسبة لسورية نظراً للعلاقات المتميزة بين سورية وبيلاوسيا وتقارب الأطفال وإيجاد علاقات صداقة ضمن البلد الجميل بيلاورسيا ما يعزز تقارب الشعوب الذي هو جزء هام في بناء أي علاقات بين أي بلدين صديقين

وأضافت قادري: لم يكن لدينا أي قلقل بأن أطفالنا سيكونوا هم أطفالكم أيضاً في بيلاروسيا، وسيحظون بالعناية والاهتمام اللازم، ولاسيما عندما علمنا أن الداعي والراعي لهذه الدعوة هو فخامة رئيس جمهورية بيلاوس، وبأن الجهة المباشرة المهتمة بالأطفال هي وزارة التعليم العالي في بيلاوسيا.

 وتابعت: هذا يمنحنا أمان بأن الأطفال جاؤوا إلى هنا ليس فقط للترفيه وإنما أيضا للنماء والتعليم، مضيفة: من خلال لقائي مع الأطفال وجلوسي معهم، كان الكثير منهم يقولون لي أن حلمهم أصبح حقيقة، وكنا نتمنى أن نسافر ونطلع على ثقافات أخرى ونخرج من الألم الذي سببته الحرب في سورية، وحلمنا أصبح حقيقة على ارض بيلاروسيا.

وكانت جمهورية بيلاروس قد دعت أطفال سورية للمشاركة في فعاليات مخيم أطفال مختلف الشعوب الذي يشارك فيه أطفال من دول روسيا وبولندا وليتوانيا والصين، حيث أحيا 80 طفلا سوريا منهم أبناء شهداء وفاقدي الرعاية الأبوية يوم الطفل السوري الذي خصصته جمهورية بيلاروس ضمن فعاليات أيام مخيم أطفال مختلف الشعوب المقامة في العاصمة مينسك، ناهيك عن مشاركة بعض الاطفال المحررين من ريف اللاذقية الشمالي الذين عانوا من الارهاب والخطف

 كما قامت الوزيرة قادري و وزير التعليم البيلاروسي بزيارة للمجمع الثقافي ناتوسي نوفو سليييه اطلعت فيها على التراث البيلاروسي من لباس وطعام ونمط حياة وموسيقا.

إلى ذلك اطلعت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل على التراث البيلاروسي وبعض العروض من فرق أطفال روسية وبيلاروسية مشاركة.

رافق الوزيرة القائم بالأعمال في السفارة محمد يحيى ومستشار الوزيرة للشؤون التنموية والإعلامية أيمن قحف والقنصل الفخري العام لبيلاروسيا في سورية د وائل البطل.