سيرينديز- خاص
لم يشأ القائمون على المشروع ترك جرحى الجيش العربي السوري بدون سند، ولم يرغبوا في تحميل المؤسسة العسكرية كافة الأعباء وحدها، فالضغط كبير كما يعلمون والإمكانيات محدودة، لهذا قرروا المبادرة وأطلقوا مشروعهم الذي حمل اسم "نسمة أمل"، وأرادوا له كما يوحي اسمه أن يمنح هولاء المتعبين والجرحى شيء من الأمل، وبعد تحضيرات متواصلة سيكونون اليوم غداً الأربعاء على موعد جديد مع جرحى الجيش وأسر الشهداء وهذه المرة في السويداء لتكريم 280 شخصاً، سيتم الاحتفاء بهم في المركز الثقافي وبحضور محافظ السويداء وأمين فرع الحزب ومطران الأرذوكس بالإضافة لمشايخ العقل ووجهاء المنطقة.
"نسمة أمل"، توجه ومنذ انطلاقه إلى جرحى الجيش العربي السوري الذين حرمتهم إصاباتهم من مواصلة القتال، ومن العودة لحياتهم المدنية الطبيعية، نظراً لما لحق بهم من ضرر جسدي، ويؤكد مؤسس المشروع مازن الترزي في كافة تصريحاته الإعلامية، أن هذه المبادرة هي التزام إنساني منه تجاههم، وهو يتمنى أن يتمكن في تخفّيف معاناة هؤلاء الجرحى وتخفيف بعض المعاناة عن أهلهم وأسرهم، خاصة في ظل الظروف المعيشية القاسية التي تمرّ بها سورية، مع إيمانه بأن "هؤلاء الإخوة والأبناء وضعوا أرواحهم على أكفهم وهبّوا يدافعون عن حرية سورية وكرامة السوريين؛ فمهما قدّمنا لهم لن نجزيهم حقهم، لكننا نحاول ونسعى لأن نعيد إليهم الأمل في المستقبل".
ويرى القائمون على المشروع بإن الحرب ومنذ الأيام الأولى، تسببت في قتل الأطباء وتفجير المستشفيات ونهب محتوياتها، كما فعلت بغيرها من مؤسسات الدولة وبناها التحتية؛ وهذا الأمر ضاعف الأعباء، وتسبب في عدم القدرة على تقديم العناية الفضلى لبعض الحالات الصعبة، ولهذا جاء المشروع وبدافع الواجب للاسهام في تعويض النقص القسري في بعض الخدمات الصحية وغيرها.
يضم مشروع "نسمة أمل" فريق عمل متكاملاً؛ يحدّد الحالات التي تستحق تقديمها على غيرها، بمعايير دقيقة يتابعها أطباء واستشاريون من الاختصاصات كافة؛ ثم يعمل الفريق على إعادة تأهيل من فقد أحد أطرافه، أو تعرض لإصابة جسدية منعته عن مواصلة حياته الطبيعية؛ وذلك من خلال إنشاء مراكز عناية متخصّصة مزوَّدة بكل الوسائل التقنية والعلمية الحديثة، وفي خطوة لاحقة ليتم المساعدة في استيعابهم ضمن المؤسسات الحكومية أو الخاصة.
المشروع نظم عدة مبادرات أيضاً هدفها تكريم عناصر الجيش وجرحاه، وكان منها مشاركته في «وقفة وفاء» ثم تنظيمه لفعالية «درع الوطن» الذي كرم 350 جندياً في دار الأوبرا بدمشق ثم كرم مئات الجرحى وأسر الجرحى في كل من اللاذقية وطرطوس وحمص.
ويقول رجل الأعمال الترزي في تصريح صحفي: "قطعت عهداً على نفسي منذ بداية الحرب الغادرة على سورية، وبكل تواضع وخجل وبلا أي منّة، أن أبقى على تواصل مع جنود الجيش العربي السوري لتقديم كل ما أستطيعه، فمهما قدّمنا وبذلنا لن نجزيكم بعض حقكم، لأنكم حصن سورية المنيع الذي تحطمت على أسواره أحلام قوى الشر والطغيان، وبتضحياتكم يبقى الوطن حراً عزيزاً كريماً.. من صمودكم نستمد القوة والثبات ومن صبركم نتعلم معنى العزة وندرك أن النصر آتٍ".