دمشق- سيريانديز
التقى وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل وفد الرابطة العربية الصينية خلال زيارتهم إلى سورية بهدف تعزيز العلاقات بين الجانبيين السوري والصيني.
في بداية اللقاء رحب الوزير بهذه الزيارة ومدى أهميتها منوهاً إلى أنها تعكس صدق النوايا لدى كلا الجانبين وحرصهم على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مبيناً بأن الحكومة السورية تسعى بأن تكون المرحلة القادمة من تعافي الاقتصاد السوري وإعادة إعمار ماخربته يد الأرهاب بمساعدة ودعم الدول الصديقة التي كان لها مواقف مشرفة وداعمة لسورية طوال فترة الأزمة سواء على الصعيد السياسي في المحافل الدولية أو على الصعيد الاقتصادي.
بدوره عبر شن يونغ رئيس الرابطة عن سعادتهم بزيارة سورية وشكرهم لحسن الاستقبال الذي حظي به الوفد، مؤكداً بأن الوفد عند عودته إلى الصين سيحرص على نقل الواقع الذي عاشوه في سورية إلى جميع رجال الأعمال الصينين وأصحاب الشركات الضخمة، مبيناً بأن تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والحياة الطبيعية التي رأوها قد فاقت توقعاتهم وبددت مخاوفهم التي امتلكوها قبل الزيارة نظراً للتضليل الكبير الذي تمارسه وسائل الإعلام خلال نقلها لمايدور من أحداث في سورية.
واستعرض االوزير مع الوفد الصيني واقع الاقتصاد السوري وخصوصيته لكونه من الاقتصاديات المتنوعة والواعدة، مشيراً إلى أن أحد أهم أسباب تماسك هذا الاقتصاد وصموده هو غناه وتنوع موارده البشرية والإنتاجية والفكرية إضافة إلى مهنية العاملين فيه وحرفيتهم العالية وقدرتهم على الإبداع والتميز وانخفاض تكلفة تشغيل اليد العاملة السورية.
كما بين بأن الإرهاب خلال فترة الأزمة قد عمد إلى تدمير مخطط وممنهج للبنى التحتية وسرقة للمعامل والمنشآت الصناعية، وبأن من يعود بتاريخ الاقتصاد السوري إلى فترة ماقبل الأزمة يعلم بأن سورية كانت تعيش بحالة من الاكتفاء الذاتي لناحية تأمين العديد من المواد والمنتجات التي تحتاجها سورية محلياً، كما يلمس قوة الصناعات والمنتوجات السورية التي استطاعت أن تلعب صادراتها دوراً إقليمياً هاماً وتدخل بسهولة إلى أسواق دول الجوار وغيرها بفضل جودتها وتميزها.
معقباً بأنه ورغم كل ماتعرض له الاقتصاد السوري خلال سنوات الحرب، وترك أثراً سلبياً بدوره على الصادرات السورية كمياً إلا أنها استطاعت أن تعاود تصدير منتجاتها إلى حوالي /80/ دولة ، بما يدل على أن البنية التصديرية السورية هامة وقادرة وليست بنية هشة.
وأكد الوزير بأن الاستثمار في سورية اليوم هو الفرصة الأمثل عالمياً، نظراً للجهود الحكومية التي هيأت ومازالت حتى الآن المناخ الملائم للاستثمار فيها، ويتمثل في اتجاهات عدة كصدور قانون التشاركية رقم /5/ لعام 2016 وتعليماته التنفيذية التي مهدت الطريق لبدء العمل الاستثماري الحقيقي وفي كافة القطاعات وخلق حالة من التكامل بين القطاعين العام والخاص، وعملها بشكل متوازي على إصدار قانون جديد ومتميز للاستثمار في سورية، إضافة إلى العديد من التشريعات التي تمنح اميتازات وإعفاءات للقطاعات الإنتاجية.
وشدد الدكتور الخليل بأن الحكومة مدركة لأهمية مشاركة الشركات الصينية في مرحلة التعافي التي سيشهدها الاقتصاد السوري وإعادة الإعمار والبناء.
كما تطرق الوزير إلى الجهود التي يبذلها مجلس الأعمال السوري الصيني المشترك والذي يضم نخبة من رجال الأعمال السوريين الذين تربطهم علاقات تجارية جيدة مع الصين، منوهاً إلى أهمية التنسيق وعقد اللقاءات المشتركة بين مجلس رجال الأعمال المشترك والرابطة العربية الصينية لما سيتيحه من فرصة في اختصار الوقت اللازم للشركات الصينية في دراسة الأسواق السورية ومعرفة طبيعة الاستهلاك فيها وتحديد احتياجاتها وخاصةً أثناء زيارة وفد المجلس إلى الصين الشهر القادم.
وتطرق الدكتور الخليل إلى أهمية مشاركة الشركات الصينية في معرض دمشق الدولي الذي سيقام في 17 من شهر آب القادم، مبيناً بأنه سيشكل النافذة الأهم لإطلالة الشركات الصينية على الاقتصاد السوري والتأكد بأن المناخ الاستثماري في سوريا ملائم وخاصةً من الناحية الأمنية نظراً للتقدم والانتصارات العديدة التي أحرزها الجيش العربي السوري مؤخراً، مشيراً إلى أن العديد من الشركات الأجنبية قد استطاعت عبر هذا المعرض خلق صلات وعلاقات تجارية جيدة مع سورية ودول المنطقة، إضافة لكونه فرصة طيبة تساعد رجال الأعمال السوريين والصينين على لقاء بعضهم.
واخُتتم اللقاء باتفاق الطرفين على ضرورة تسريع وتيرة العمل من كلا الجانبين لناحية عقد اللقاءات المشتركة بين رجال الأعمال في كلا البلدين ومشاركة الشركات الصينية في معرض دمشق الدولي بدورته /59/ وإتخاذ كافة الخطوات التي من شأنها تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية ونقلها إلى مستوى أعلى بما فيه فائدة وخير كلا البلدين.